التأريخ كان قاسياً على العراق من حيث الظلم والعبودية وعدم الاستقرار, بسبب حكام طغاة تسلطوا على الشعوب، والخوف من الظلم ترك عقدة عند الشعب العراقي وخصوصاً عند الشيعة باعتبارهم لم يحكموا إلاّ فترة قصيرة مما عمق عندهم عقدة الخوف من الحكام والظروف القاهرة, ومنذُ سنة ٢٠٠٣ وبعد إزاحة أقسى نظام ظالم عرفه التأريخ المعاصر تنفس الشيعة الصعداء ومارسوا دورهم وحرياتهم بصورة طبيعية, إلاّ انه بعد ذلك تكالبت الأحداث والأعداء عليهم مما اشغلهم وقلص جزء كبير من مساحة تحركاتهم وحرياتهم, وبعد جهد مضاعف من قبل الشعب العراقي والقوى الخيرة استطاع العراق أنّ يتجاوز مرحلة خطيرة وحساسة من عجائب الأحداث الإجرامية وغير الشريفة, وبدأ العراق يتجه شيءً فشيئاً إلى الاستقرار, ولكنّ ظهر معرقل جديد في هذه المرحلة من قبل الحكومة العراقية التي يمثل الشيعة الأغلبية فيها بسبب الصراع على السلطة, وهذا الصراع الداخلي اشغلهم عن خدمة الشعب العراقي الحبيب, بل وحوله إلى أداة للضغوط السياسيّة ولعبة يركلونه بأي اتجاه يريدونه, ومن أتعس هذه الطرق التي تستغل مشاعر الشعب المسكين هو الاستفادة من عقدة الخوف التي عجنتها الظروف القاسية في دمه ولحمه, فاتجه رئيس الوزراء نوري المالكي إلى خيارات للشعب أحلاها مر, ومن هذه الخيارات في حال سحب الثقة منه وهو حق دستوري فأنه سوف يتعرض العراق إلى مستقبل مجهول ولا استقرار إلاّ بوجوده ويعتبر القضية مذهبية ويسخر الشعب إلى هذا الوضع من اجل تمسكه بالحكم, كان صدام يقول في حاله دخول الأمريكان إلى العراق فأنه سيحوله إلى تراب, دخل وخرج الأمريكان والعراق موجود بحال أفضل كان المالكي يقول إنّ حزب البعث السوري هو المجرم الأول في العمليات الإرهابيّة في العراق وكان يدرب الانتحاريين ويدخلهم العراق بصورة نظامية ومتكررة وهو مسؤول على معظم دماء العراقيين الشرفاء, والآن يقف العراق مع النظام السوري بصورة غير مباشرة ويروج لفعله هذا للشعب العراقي بأن الوهابية ستدخل العراق في حالة سقوط البعث السوري ويسحب العنوان الى المذهبية التي يخاف منها الشعب العراقي لتبرير أفعاله, كان يقول إن المليشيات هم سبب رئيسي لرعب العراقيين وانه ضد وجودهم, والآن يرعى مليشيات لتحقيق أهدافه في بسط الحكم بالقوة من اجل إخافة الشعب بهم, كان يقول بأن القوى الشيعية هي أساس الوحدة في الائتلاف العراقي والعمل الوحدوي هو الوسيلة المتحققة, وقوى الائتلاف الشيعي جميعها الآن مختلفة مع المالكي بسبب التفرد بالقرار وعدم اخذ القرارات بالتشاور والتصويت, ولا تستطيع إسقاطه خوفاً من خوف الشعب على ذهاب الحكومة وهو أمر غير صحيح, كان المالكي يروج لضحايا الحزب ألبعثي بأنه هو من سينتقم لهم من خلال قانون اجتثاث البعث, وهم ألان يمرحون ويلعبون خصوصاً في وزارة الدفاع بل ومن المقربين إلى المالكي وهم أداة لتخويف هذا وذاك ,هنا أتذكر مقولة احد السياسيين عندما قال انتخبوا من يصفعكم أفضل من يركلكم, وهذا فيض من غيض وما خفي كان أعظم,
في معظم دول العالم يكون التنافس بين الأحزاب والحكومات على من يقدم الأفضل بحيث يكون المواطن أو الشعب يفاضل بين عدة خيارات جميعها ايجابية وتساهم برفع مستواه الاقتصادي والأمني والإنساني, وتسير به من رفاهية إلى رفاهية واقلها خيار حلو, ويكون هدف السياسيين هو استثمار رضا وفرح الشعوب لتثبيت حكمهم, إلاّ في عراقنا الحبيب استغلال الخوف والعقدة هو الأداة, فنزع عنك يا وطني ثوب الخوف وتجرد من القلق واختار من يوفر لك خيارات متميزة,على مستوى تقدم الشعوب الغربية ومستوى حضارة العراق الشامخة ومستوى مضامين الدين الحنيف, ولا تنتخب من يستغلونك ويستعملونك يد لتحقيق أهدافهم, ونحن متفائلون بك أيها الشعب العريق.