الوسط :
تتحدث الأخبار الخاصة بالوضع السوري أن تدفق السلاح والمجاميع الارهابية في تزايد مستمر عبر الحدود التركية والأردنية والمناطق الغربية من العراق الى داخل سوريا، وقد وضعت حكومتا قطر والسعودية إمكاناتهما المالية لدعم خطة تسليحية عالية لهذه الجماعات التي تتحرك بمعزل عن قيادة المعارضة السياسية. فقد اتفقت قطر والسعودية على تشكيل قيادات سرية تتولى إدارة الحكم في حال سقط نظام الأسد، وليس في هذه القيادة أي شخصية من شخصيات المجلس السوري المعارض الذي سيجد نفسه معزولاً وبعيداً عن أي دور مستقبلي.
المخطط السعودي ـ القطري يتحرك بهدف طائفي صرف، وقد وجد أن خيار الحرب الأهلية هو الذي يجب إعتماده حالياً، وان الاستعدادات تجري بشكل متواصل لتوفير مستلزمات هذه الحرب وتأجيج الأوضاع نحو اشعالها بأسرع وقت ممكن، أي قبل الانتخابات الأميركية خوفاً من تطورات سياسية قد تطرأ على القرار الأميركي في ظل إدارة أميركية جديدة.
وفي هذا السياق يجري رئيس الوزراء القطري اتصالاته السرية مع المسؤولين الأتراك والإسرائيلين بشكل مستمر، وقد أجرى عدة زيارات سرية الى انقرة وتل أبيب، لغرض ضمان توفير الدعم العسكري للجماعات المسلحة الإرهابية. مع ترشح معلومات خاصة بأن السعودية تضغط باتجاه إشعال الساحات العراقية والسورية واللبنانية في وقت واحد، لمنع الحكومة العراقية وحزب الله من دعم حكومة الأسد.
ومن خلال متابعة الأجواء العامة فان المشروع السعودي القطري قد استطاع ان يقطع مسافات بعيدة في هذا الإتجاه، من خلال ضخ السلاح والمال والجماعات المسلحة في سوريا، ومن خلال نقل الإضطرابات الى لبنان، الى جانب ما فعلته في الساحة العراقية من إرباك سياسي وأمني.
ومع هذه التطورات الخطيرة، فان قادة الكتل السياسية وتحديداً كتل التحالف الوطني، لم ترتق الى مستوى التعامل مع التحدي الخليجي المتصاعد، حيث يعجز التحالف الوطني عن توحيد رؤاه ومواقفه، بل أنه يمضي باتجاه التشظي، فيما أعداء الشيعة من القوى الطائفية الإقليمية توحد مواقفها في مشروع دموي يريد الإجهاز عليهم من عدة جهات.