يقال ان الانسان بطبعه دكتاتورا خصوصا اذا وجد البيئة الملائمة لان يصبح كذلك ، وكما نسمع وينقل ان مؤسسات البلد اليوم تشهد كل يوم ولادة دكتاتور جديد وكل بحسب منصبه ، فربما يكون مديرا عاما او مدير مدرسة او رئيس مؤسسة او غيره من هذه المسميات التي يسيل لها لعاب الكثيرين ، ربما يكون الكبت والحرمان وحب التسلط وعقدة النقص واسباب اخرى هي مايدفع البعض لان يكون دكتاتورا فضلا عن تملق المقربين منه واعتباره اعلم الجميع في كل شيء واخذ المشورة والنصيحة منه حتى في امور " الحيض والاستحاضه" وسؤاله عن كيفية التصرف في امور لاعلاقة له بها كـ " الزواج بقسميه الدائمي والمنقطع والطلاق والمواعدة والصداقة " وكل هذه الامور تدفع حتى الشخص المتواضع لان يكون دكتاتورا من الطراز الاول. للامر علاقة بمنتخبنا الوطني جزاه الله خيرا لما قدمه من مستوى اقرح به قلوبنا واعادنا الى العصور الوسطى ان لم يكن قبلها ، وبعيدا عن مستوى الفريق فقد شهدت المباراة ولادة دكتاتور جديد كان يقال عنه كذلك لكننا كنا ندافع عنه ونقول ان هذه مجرد اشاعات مغرضة لاتريد للعراق خيرا ، لكن ما جرى اثبت صدق الاشاعة وكذب ما ندعي ، الكرة التي اخترق فيها يونس محمود الدفاع العماني وصارت بمواجهة كرار جاسم وكان بوضع يتيح له التسجيل افضل بكثير مما كان ليونس ، الا ان الاخير فضل بانانية الدكتاتور وحبه لان يكون هو الاول دائما بان يركل الكرة بنفسه ويقتلع معها قطعة كبيرة من العشب ، فذهبت تسديدته الى الخارج بعيدة عن المرمى لكن الامر الجيد ان قطعة العشب المقتلعة كانت هي الاكبر في تاريخ الملاعب العربية والعالمية ، لم يكتف هذا اللاعب الفذ بذلك بل انهال على كرار بمجموعة كبيرة من الكلمات التي لم نسمعها جيدا لكنها لاتبدو كلمات اطراء ومديح نظرا لملامح يونس وهو يتفوه بها ونظرا ايضا لردة فعل المسكين كرار الذي اكتفى بالسكوت والاحتساب ، ولم تنتهي القصة ها هنا بل الاكثر من ذلك ان البرازيلي زيكو قرر بعد هذه الحادثة مباشرة ان يخرج كرار من التشكيلة وكانه ثأر ليونس بعد هذه الجريمة الوحشية التي ارتكبها كرار بحق دكتاتور الفريق ، هكذا نصنع الطغاة وهكذا يوجد الدكتاتور وليس هناك طريقة افضل من هذه لصنع دكتاتور جديد.