ولم يكن المجرم عبد حمود بمعزل عن كلّ المآسي والقتل والدمار والنظر بدونية إلى أبناء الشعب العراقي، والتي كان النظام السابق ومجرميه يتلذذون بها، بل كان رأس الرمح في كل ما جرى من الم ومحن وأحزان كيف لا وهو مرافق طاغية العصر ومحط أسراره ويده التي يضرب بها ويبطش من خلالها بكف الحقد والضغينة والانحطاط وهو يمارس هواية القتل والتعذيب والتغييب لمراجع الدين الكرام من آل الحكيم وآل الصدر وآل المبرقع وآل بحر العلوم وغيرهم من كرام القوم ورموزهم.
وكان الأولى بحكومة الشراكة الوطنية وهي تعدم المجرم عبد حمود ان تعامله بالمثل كما عامل ضحاياه الأبرياء، وان لا تكرر خطأ تسليمه مثلما فعلت مع طاغية العصر المجرم صدام حتى لا يكون له شاهد ومزار وحتى تنبذه الأرض التي مارس عليها جرائمه وكان من باب التعلم ان تستفاد من درس ثوار ليبيا عندما غيبوا مجرمهم القذافي بين الفيافي والبراري ومحو ذكراه من مفكرة الزمن.
ليس من المنطق بشيء أنّ يشيع المجرم عبد حمود من بغداد إلى تكريت بجنازة مهيبة ويلف بعلم البعث المنجم تحفه الرايات من كل مكان كأنه ملك مجلل بغار الانتصار، ولم تدفن ضحاياه بعد في وقت أذيب الآلاف بأحواض التيزاب أو أكلتهم وحوش الفلوات أيام الانتفاضة الشعبانية، والتي لا زالت صور المجرم حمود تتراءى في مخيلة ضحاياه،كما انه ليس من الحق بشي ان يُشيع عبد حمود في وقت صب جسد الصدر المقدس وأخته العلوية الطاهرة بالجبس والحديد حتى لا يتم نقل جثامينهم الطاهرة أو تشييعهم،كان الأولى ان يعامل المجرم بمثل ما عامل به ضحاياه، أنها مفارقة غريبة وكرم ليس في محله أوجدته حالة الارتباك والفوضى والاستهانة بدم أبناء الشعب العراقي ما كانت لتحدث لو ان القائمين على الأمر يقدرون قيمة دماء الضحايا وحجم الجريمة التي اقترفها المقبور عبد حمود وطاغيته.