ولد الأمام الحسين {ع{، في المدينة المنورة، عام الخندق سنة أربعة من الهجرة النبوية المباركة في يوم الخميس الثالث من شعبان. الذي هو نور من نفس النبي {ص} ,
نرفع آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب العصر والزمان مولانا الإمام القائم عجل الله فرجه الشريف والمراجع العظام وكل شيعي موالي لأهل البيت {عليهم السلام{، بهذه المناسبة الكريمة الأوهى ذكرى ميلاد سيد شباب أهل ألجنه الإمام الحسين {عليه السلام{،وأخوه أبو الفضل العباس ابن علي بن أبي طالب والإمام السجاد علي ابن الحسين { عليهم السلام{،لذا نهنئ جميع ألامه الإسلامية بهذه الولادة المباركة كل عام والجميع بألف خير وصحة وعافيه، واخص بالذكر الأخوة والأخوات القراء الأعزاء والأخوة الطيبين العاملين في موقع شبكة فدك الثقافية المحترمة ،»، بالخصوص المسؤول والمشرف والكادر العام ، وأعضاء الموقع المحترمــين جميعاً، وأصحاب المواقع الإسلامية والعلمانية المحترمة،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين. وبعد: قال تعالى: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ» العنكبوت:٦٩.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، {الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وجعلهم النبيُّ } صلى الله عليه وآله وسلم { أعدالَ الكتاب وقرناءَه، فقال} صلى الله عليه وآله وسلم{ :«إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً»، فأُنيطت بهما سعادة المسلمين وهدايتهم في الدنيا والآخرة.
بسم الله الرحمن الرحيم {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ، وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ ، سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ}{الصافات/٧٧، ٧٩}.
قال رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلَّم}، "إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوي" صدق رسول الله { صلى الله عليه وآله}،
الحمد لله رب العالمين وبه نستعين، ثم الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وأفضل المرسلين، محمد { صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين{، واللعنة الدائمة على أعدائهم ومخالفيهم أجمعين.
خُلق الإمام الحسين{عليه السلام} وسلوكه: إذا القينا نظرة عابرة على {٥٦} عاماً من الحياة المستسلمة لرّضا الله الدّاعية له تعالى، الّتي عاشها الإمام الحسين{عليه السلام}، لرأيناها حافلة بالنّزاهة والعبوديّة ونشر الرّسالة المحمّديّة والمفاهيم العميقة، الّتي يعجز الفكر عن التوصّل إلى كنهها.
وهؤلاء الأئمة لأثني عشر وفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت رسول الله {عليهم السلام} كلهم كالرسول الأعظم { صلى الله عليه وآله} في العلم والحلم والفضيلة والأخلاق والطهارة والعصمة وسائر الفضائل النفسية والكمالات الروحية، باستثناء النبوة التي هي خاصة بالرسول محمد بن عبد الله {صلى الله عليه وآله} ، وكلهم نور واحد، من تمسك بهم نجي ومن تخلّف عنهم غرق وهوى، و فاطمة الزهراء {عليه السلام} ليست بإمام.
لم تعرف الدنيا في عمرها الطويل أناساً كالأئمة {صلوات الله عليهم{، فقد جمعوا المكارم والاخلاق النبوية كلها، وحازوا الفضائل بأجمعها، ومن العجب أن لا تجتمع الأمة بأسرها على إمامتهم مع إجتماعهم على ما يرونه فيهم من آي وحديث، وما يذكرونه لهم من علم وعمل وعبادة وزهادة وورع وأخلاق وكرم وشجاعة وسيرة مثلى، فلا هم وافقوا الشيعة على النص والتعيين، وأنّ الإمامة فيهم، قد نص عليهم الرسول الأعظم محمد {صلى الله عليه وآله وسلم{، وسمّاهم واحداً بعد واحد، ولا هم رأوا الخلافة بالأفضلية، فهي حينئذٍ لهم ولا تتعداهم، فهم أفضل هذه الأمة نسباً، وأزكاهم حسباً، وأكثرهم علماً، وأحسنهم عملاً، وأسبقهم إلى مكارم الأخلاق. عن رسول الله محمد {صلى الله عليه وآله {، نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد ـــ لا يقاس بآل محمد { صلى الله عليه وآله {، من هذه الأمة أحد ،{١} وإهمال شطر الأمة عن الإقرار بإمامة الأئمة من أهل البيت {عليهم السلام{، ظلم لهم وغمز لحقوقهم التي شرعها الله ورسوله محمد {صلى الله عليه وآله وسلم{، كما هي بنفس الوقت ظلم من الناس لأنفسهم بجحدهم الحق، ونكوصهم عن الطريق السوي مع علمهم بفضلهم وجليل مقامهم { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً{، النمل ١٤، وهذا الحديث ذو شجون، وعلى الصدر الأول يقع العبء الكبير من هذه التبعية، ولله في خلقه شؤون. {١}الفردوس: ٤ / ٢٨٣ / ٦٨٣٨ ، فرائد السمطين: ١ / ٤٥، ذخائر العقبى: ١٧ كلها عن أنس ، ينابيع المودة: ٢ / ١١٤ / ٣٢٢ عن ابن عباس .
الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب {عليهم السلام{، من المتفق كونه مجسِّداً لركن مهم من الإسلام ماضياً وحاضراً ومستقبلاً أيضاً، فسيّد الشهداء بما قدم من تضحيات ومواقف أثبت من خلالها العقيدة الراسخة والإيمان العميق والذوبان في ذات الله سبحانه بحيث لا يرى شيئاً ولا يعمل إلا من خلال الباري سبحانه وبذلك صيَّره عزَّ وجل قدوة المجاهدين وأمثولة الراغبين ومحور استشهاد المناضلين أرسى سيّد الشهداء الطريقة القويمة والطريقة الرفيعة في الحياة فتسابق من خلالها الراغبون بمرضاة الله مقتفين أثر سيّد الشهداء باعتباره القدوة التي لا خلاف على مصداقيتها مستلهمين من ثواني عمره الشريف دروس الجهاد بكلا قسميه النفس وجهاد العدو، الجهاد الأكبر والأصغر. ومن هنا أصبحت حياة الإمام محور دراسات العلماء والكتّاب والمؤرخين فكتب الكثير حول الإمام الحسين {عليه السلام{، من العامة و الخاصة بل ومن غير المسلمين من أتباع الديانات السماوية والوضعية فوصل صوت الحسين لكل جزء من أصقاع المعمورة وأتخذه الساسة والحكام ضابطة العدالة والثوار ضابطة الجهاد والصمود، فكتب الكثير والكثير بمختلف الدوافع منهم لأغراض دنيوية بحتة وآخرون أُخروية والبعض لهدف مزدوج فالحسين {عليه السلام{، هو للدنيا والآخرة.
تصدى الإمام الحسين {عليه السلام {،ليزيد وأعلن الخروج عليه وعبأ الأمة للجهاد من أجل القضاء على بني أمية وتحرير المسلمين من أغلالهم . إلا أنه سقط شهيدا في كربلاء عام ٦١ه بعد أن تخلت الأمة عنه ليسطر بدمائه الطاهرة أروع ملحمة جهادية في التاريخ .
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا , ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا , ربنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به , واعف عنا واغفر لنا وارحمنا , أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين،
****************
١} ــــ « اسمه ونسبه{عليه السلام{، الإمام أبو عبد الله، الحسين بن علي بن أبي طالب{عليهم السلام}: {٣ شعبان ٤ هـ - ١٠ محرم ٦١ هـ/٨ يناير٦٢٦ م - ١٠أكتوبر ٦٨٠م} هو خامس الأئمة المعصومين الأربعة عشر . من أهل البيت العصمة في الترتيب وسيد شباب أهل الجنة، حفيد وسبط وريحانة رسول الإسلام{ صلى الله عليه وآله وسلم{، محمد بن عبد الله، و هو ثالث الأئمة الأثنى عشر من أئمة أهل البيت عند الشيعة الجعفرية وخامس أصحاب الكساء. أبوه علي بن أبي طالب {ع {،ابن عم رسول الإسلام رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأول الأئمة المعصومين عند الشيعة،»-{١}.
٢} ــــ « أبوه : الإمام أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وسيد المسلمين ويعسوب الدين أسد الله الغالب علي بن أبي طالب { عليه السَّلام{، باب مدينة العلم الذي حيرًّ العقول وبهر النفوس وأنار القلوب ولولاه – بعد رسول الله {صلى الله عليه وآله{،لما قام للدين عمود،. وأخوه الإمام الحسن الزكی سيد شباب أهل الجنة {عليه السلام{، وابنه الإمام علی السجاد زين العابدين {عليه السلام{، ومن ذريته ثمانية أئمة معصومين . »{٢}.
٣} ــــ « أُمّه، وزوجته: أُمّه: البتول الطاهرة والصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، بنت أشرف وأكمل الكائنات رسول الله نبي العرب والعجم محمد بن عبد الله{ صلى الله عليه وآله{، فاطمة الزهراء{عليها السلام{، وجده لأبيه هو شيخ البطحاء وكافل رسول الله وناصر الإسلام أبو طاب {عليه السلام}. وأما جده لأمه فهو خاتم الأنبياء والمرسلين وحبيب إله العالمين محمد بن عبد الله { صلى الله عليه وآله{، هذا نسب الشريف نسب الإمام الحسين{عليه السلام{، فأی إنسان فی العالم جمع نسباً شريفا كهذا النسب الشريف . أضف إلى هذا النسب الشريف مقامه الراقی عند الله تعالى ومنزلته العليا فی الإسلام فهو {عليه السلام} : أولا : ثالث أئمة أهل البيت ألاثني عشر {عليهم السلام{. الذين عناهم الله تعالى بقوله «وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين.» {الأنبياء} ، وثالث أولی الأمر الذين أمرنا الله تعالى بإطاعتهم فقال «يائيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولی الأمر منكم ...» وفی إمامته وإمامة أخيه الحسن نص نبوی متواتر وهو قوله{ صلى الله عليه وآله}:الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا،ثانيا : فهو {عليه السلام{، أحد أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراًَ كما هو صريح آية التطهير . أی أنه {ع{، خامس المعصومين الأربعة عشر {عليهم السلام{ ، محمد وعلی وفاطمة والحسن والحسين والأئمة التسعة من ذرية الحسين {صلوات الله عليهم أجمعين}. ثالثا : هو {عليه السلام{، أحد العترة الذين قرنهم رسول الله بكتاب الله العزيز وأحد الثقلين اللذين خلفهما فی هذه الأمة حيث قال إنی مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتی أهل بيتی. رابعا : انه {عليه السلام{، أحد الأربعة الذين بأهل بهم النبی {ص} نصارى نجران وهو أحد المعنين بقوله تعالى« وأبنائنا وأبنائكم ». وهكذا إلى غير ذلك مما لا يسع المقام إحصائه من فضائله ومناقبه {عليه السلام} . وزوجته السيّدة شاه زنان بنت يَزدَجُرد بن شهريار بن كسرى، ويقال: إن اسمها شهربانو أُمّ الإمام السجاد علي زين العابدين{عليه السلام{، وله زوجات أُخر،»-{٣}.
************
إن الحديث عن ولادة الإمام أبي عبد الله الحسين «عليه السلام»، وما رافق ذلك من اهتمام بالطفل منذ ولادته، ظاهرأً وباطنا من قبل الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله»
قال رسول اللَّه {صلّى اللَّه عليه و آله}: يا علىّ حقّ الولد على والده أن يحسن اسمه و ادبه و يضعه موضعا صالحا. « بحار ١٧، صفحه ١٨»
قال علىّ {عليه السّلام}: و حقّ الولد على الوالد أن يحسن اسمه و يحسن ادبه و يعلّمه القرآن. «نهج ألبلاغه فيض، صفحه ١٢٦٤»
في عام غزوة الخندق {الأحزاب} وبعد ولادة أخيه الإمام الحسن بعشرة أشهر وأيام ..و في يوم ٣شهر شعبان ٨ سنة ٤ للهجرة يوم الخميس كانت ولادة سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة سبط الرسول {ص} الإمام الحسين {ع} .
************
٤} ــــ « الحديث الأول: « عن ميلاده، واختيار اسمه المبارك: أشرقت الشمس وابتهجت بنور ربها وفرح الخلق بمولد سبط النبي المصطفى {ص{،في ألآول شعبان المعظّم، فأضاءت الكون وبددت الظلام وهزّت عروش الطغاة والمستكبرين، ففي هذا الشهر الكريم كانت ولادة السبط العظيم وفرع شجرة ألنبوه الإمام أبي الأحرار أبي عبد الله الحسين{عليه السلام}: أكّد أغلب المؤرّخين أنّه {عليه السلام{، ولد إمامنا وشفيعنا الحسين ابن امير المؤمنين {عليهما السلام{، في السنة الرابعة من الهجرة، وثمّة مؤرّخون أشاروا إلى أنّ ولادته كانت في السنة الثالث من شهر شعبان المبارك في العام الثالث من الهجرة بالمدينة المنورة ، وبذلك أثمرت دوحة النبوة وشجرة الرسالة بالوليد الثاني، فاستبشرت الملائكة بولادته وأشرقت الأرض بنوره، وانطلقت أسارير النبي الخاتم{ صلى الله عليه وآله{، ففرح به فرحا عظيما، الأمر الثاني : ولد الحسين طاهر نضيف . عن صفية بنت عبد المطلب قالت : لما سقط الحسين من بطن أمه وكنت وليتها {عليها السلام{ . قال النبي {صلى الله عليه وآله} : يا عمة هلمي إلي ابني . فقلت : يا رسول الله إنا لم ننظفه بعد . فقال : يا عمة أنت تنظفينه ؟ إن الله تبارك وتعالى قد نظفه وطهره . فاستلمه بيديه الكريمتين وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، بعدها انطلقت النبرات الحزينة من رسول الله{صلى الله عليه وآله{، حتى انفجر بالبكاء وهو يحتضن الحسين ويشمه ويقبله، وعندما سئل عن سبب البكاء قال: { تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لعنهم الله لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة{، وهكذا عرف الحسين في يوم ميلاده أنه من الشهداء العظماء.
وحنكه بريقه، فلما كان اليوم السابع سماه حسيناً، في سابع يوم من ولادته بعد أن أنزل هذا الاسم المبارك من قبل الله على النبي، وهو اسم لم يكن لأحد قبله، وعق عنه كبشا وحلق رأسه وقال لأمه: {احلقي رأسه وتصدقي بوزنه فضة أو ذهبا كما فعلت بالحسن}. ومن الأمور العجيبة والآيات الباهرة في ولادة الإمام الحسين{عليه السلام{، أنه لم يكن بين الحمل بالحسين بعد ولادة الحسن إلا ستة أشهر، فقد حملت به الزهراء لمدة ستة أشهر فقط ولم يولد مولود وبقي حيا لستة أشهر إلا عيسى بن مريم والحسين. {عليه السلام{، الحمل بالحسين بعد ولادة الحسن {عليه السلام{،إلا ستة أشهر، فقد حملت به الزهراء {عليها السلام{،وهذا من فعل الله تعالى به ليدلل على عظمته ويلفت انتباه الناس إليه كما جعل من قبل ولادة أمير المؤمنين علي {عليه السلام{، بأمر غريب ومكان مقدس ليشير إليه منذ أول يوم ولد. وكان رسول الله {ص{،يحبهما حباً شديداً ويقول هما ريحانتای من الدنيا اللهم إنی أحبهما وأحب من يحبهما. بعدها انطلقت النبرات الحزينة من رسول الله{صلى الله عليه وآله{، حتى انفجر بالبكاء وهو يحتضن الحسين ويشمه ويقبله، وعندما سئل عن سبب البكاء قال: { تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لعنهم الله لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة{، وهكذا عرف الحسين في يوم ميلاده أنه من الشهداء العظماء«-{٤}.
٥} ــــ «الحديث الثاني: « روي أن الإمام الحسين {عليه السَّلام {، عندما ولد سر به جده محمد بن عبد الله {صلى الله عليه وآله وسلم{، سروراً عظيماً وذهب إلى بيت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء {عليها السَّلام {، به وقدّمته إليه فأخذه مستبشراً ثم أذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى فلما كان اليوم السابع حمل الطفل ثم قال: ماذا سميتم ابني؟ قالوا : حرباً فسماه حسيناً، في سابع يوم من ولادته بعد أن أنزل هذا الاسم المبارك من قبل الله على النبي، وهو اسم لم يكن لأحد قبله، وعمل عنه عقيقة بكبش وأمر السيدة فاطمة بأن تحلق رأسه وتتصدق بوزن شعره ذهب ففعل به كما فعلت بأخيه الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب. {عليه السَّلام {، فامتثلت ما أمرها به. كان أشبه الناس بجده برسول الله محمد {صلى الله عليه وآله}، وإن كانت هذه الرواية موضع نظر لوجود ما يخالفها، فقد ورد في بعض المصادر أن الإمام علي بن أبي طالب {عليه السَّلام {، قال: لم أكن لأسبق محمد{صلى الله عليه وآله وسلم{، في تسميته، وقال الرسول محمد{صلى الله عليه وآله وسلم{، واني لا اسبق ربي بتسميته فأوحي أليه حسين، وأسماء الإمامان الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب {عليهما السَّلام {، على أسماء شبر وشبير أبناء النبي هارون وهو أخ النبي موسى والإمام علي {عليه السَّلام {، أبا الحسن والحسين هو ابن عم رسول الله محمد {صلى الله عليه وآله وسلم{، حيث قال النبي محمد{صلى الله عليه وآله وسلم{، علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.وقد قال محمد{ صلى الله عليه وأله وسلم{، علي مني وأنا من علي. وهو من سما الحسين وسمى أخاه الحسن {عليهما السَّلام {، ولم يسبق لأحد أن سمى بهذا الاسم. أدرك الحسين {عليه السَّلام {، ست سنوات وسبعة أشهر وسبعة أيام من عصر النبوة حيث كان فيها موضع الحب والحنان من جده النبي، فكان كثيراً ما يداعبه ويضمه ويقبله. أمه فاطمة الزهراء بنت النبي محمد{صلى الله عليه وآله}،. وصفة : ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، واسع الجبين، كث اللحية، واسع الصدر، عظيم المنكبين، ضخم العظام، رحب الكفين والقدمين، رجل الشعر، متماسك البدن، أبيض مشرب بحمرة، »{٥}.
٦} ــــ « الحديث الثالث: ولادته {عليه السلام}: المشهور ان ولادة الإمام الحسين {عليه السلام{، في الثالث من شهر شعبان بالمدينة، وروى الشيخ الطوسي رحمه الله: انه خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد {الحسن العسكري {عليه السلام}: إن مولانا الحسين بن علي {عليه السلام{، ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان.وروى الشيخ الطوسي رحمه الله وغيره بأسانيد معتبرة عن الإمام الرضا {عليه السلام}، انه قال: قالت أسماء: فلما ولدت فاطمة الحسين {عليه السلام{، نفّستها به فجاءني النبي {صلى الله عليه وآله وسلم}، فقال: هلمِّ ابني يا أسماء، فدفعته إليه في خرقة بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن {عليه السلام}، قالت: وبكى رسول الله {صلى الله عليه وآله{، ثم قال: انه سيكون لك حديث، اللهم العن قاتله، لا تعلمي فاطمة بذلك، فقالت أسماء: فلما كان في يوم سابعه جاءني النبي {صلى الله عليه وآله وسلم}، فقال: هلمي ابني فأتيته به، فعق عنه كبشاً أملح وأعطى القابلة الورك ورجلاً، وحلق رأسه وتصدق بوزن شعره ورقاً{فضه}، وخلق رأسه بالخلوق، ثم وضعه في حجره، ثم قال: يا أبا عبد الله عزيز عليَّ {مقتلك}، ثم بكى، فقالت: بأبي أنت وأمي فعلت في هذا اليوم وفي اليوم الأول فما هو؟ قال: أبكي على ابني تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لعنهم الله لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجل يثلم الدين، ويكفر بالله العظيم، ثم قال: اللهم إني أسألك فيهما {الحسن والحسين عليهما السلام{، ما سألك إبراهيم في ذريته، اللهم أحبهما وأحب من يحبهما والعن من يبغضهما ملء السماء والأرض.
وروى الشيخ الصدوق وابن قولويه وغيرهما عن الصادق {عليه السلام}، انه قال: إن الحسين بن علي {عليه السلام{، لما ولد أمر الله عز وجل جبرائيل إن يهبط في ألف من الملائكة فيهنيء رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم{، من الله ومن جبرائيل، قال: فهبط جبرائيل فمر على جزيرة في البحر فيها ملك يقال له فطرس كان من الجملة {حملة العرش} بعثه الله عز وجل في شيء فأبطأ عليه فكسر جناحه وألقاه في تلك الجزيرة فعبد الله تبارك وتعالى فيها سبعمائة عام، حتى ولد الحسين بن علي {عليه السلام{، فقال الملك لجبرائيل: يا جبرائيل أين تريد؟ قال: إن الله عز وجل أنعم على محمد بنعمة فبعثت أهنيه من الله ومني، فقال: يا جبرائيل احملني معك لعل محمد { صلى الله عليه وآله وسلم} يدعو لي، قال: فحمله، فلما دخل جبرائيل على النبي {صلى الله عليه وآله{، هنّاه من الله ومنه وأخبره بحال فطرس، فقال النبي { صلى الله عليه وآله}، وسلم: قل له تمسح بهذا المولود وعد مكانك، فمسح فطرس {جناحه} بالحسين بن علي {عليه السلام{، وارتفع فقال يا رسول الله أما إن أمتك ستقتله وله عليّ مكافأة إلا يزوره زائر إلا أبلغته عنه، ولا يسلم عليه مسلم إلا أبلغته سلامه، ولا يصلي عليه مصل إلا أبلغته صلاته، ثم ارتفع.الامالي للصدوق،
"حسين مني وأنا من حسين"
وروى ابن شهر آشوب انه: اعتلت فاطمة {عليها السلام{، لما ولدت الحسين وجف لبنها، فطلب رسول الله { صلى الله عليه وآله وسلم{، مرضعاً فلم يجد فكان يأتيه فيلقمه إبهامه فيمصها ويجعل الله له في إبهام رسول الله { صلى الله عليه وآله{، رزقاً يغذوه ويقال: بل كان رسول الله يدخل لسانه في فيه فيغرّه كما يغر الطير فرخه فيجعل الله في ذلك رزقاً، ففعل ذلك أربعين يوماً وليلة فنبت لحمه من لحم رسول الله { صلى الله عليه وآله وسلم}. والروايات بهذا المضمون كثيرة. من فضائله { عليه السلام{، لقد اشترك الإمام الحسين مع أخيه الإمام الحسن في الفضائل، فهو: أحد الخمسة الذين نزل فيهم قوله تعالى: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}. الأحزاب٣٣:
وأحد أهل المودة: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. الشورى: ٢٣
وأحد الثقلين: { إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعرتي أهل بيتي..}
وأحد حديث السفينة: { مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى}، وهو الذي بكته الملائكة والجن والإنس، بل بكته حتى الكونيات والطيور والحيتان وناح عليه الأنبياء والأوصياء في مقاماتهم.
وللحسين فضائل وخصائص انفرد بها منها:
أن الأئمة الأطهار من نسله.
أن الدعاء تحت قبته مستجاب.
جعل الله الشفاء في تراب قبره الطاهر.
أن الله لا يعد أيام زائريه ذهابا وإيابا من عمرهم.
من بكى عليه غفر الله تعالى له. »-{٦}.
٧} ــــ « الحديث الرابع: في تسمية الحسين {عليه السلام }:« في اليوم الثّالث من شعبان، من السّنة الرّابع للهجرة، ولد المولود الثّاني لعليّ وفاطمة:، في بيت الوحي والولاية. {سلام الله عليهما }: لما كان ذكر ولادة الحسن والحسين وتسميتهما واحدة وحالت ولادتهما متشابه نذكر هنا رواية واحدة تفصل موضوع تسميتهما وكون أن اسميهما الكريمين مختارين من قبل الله تعالى وفي هذا الباب روايات كثيرة نذكر واحدة منها ومن أراد التفصيل فعليه بمراجعة المطولات كالبحار وغيره : عن علي بن الحسين عليهم السلام عن أسماء بنت عميس قالت قبلت { كانت قابلة و مولدة {، جدتك فاطمة {عليها السلام{، بالحسن والحسين {عليهما السلام{، فلما ولد الحسن {عليه السلام{، جاء النبي { صلى الله عليه وآله{، فقال : يا أسماء هاتي ابني ، فدفعته إليه في خرقة صفراء ، فرمى بها النبي { صلى الله عليه وآله}، وقال : يا أسماء ألم أعهد إليكم أن لا تلفوا المولود في خرقة صفراء ، فلففته في خرقة بيضاء ودفعته إليه . فأذن في إذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثم قال لعلي {عليه السلام }: بأي شئ سميت ابني ؟ قال : ما كنت أسبقك باسمه يا رسول الله ، قد كنت أحب أن اسميه حربا فقال النبي {صلى الله عليه وآله} : ولا أسبق أنا باسمه ربي . ثم هبط جبرائيل {عليه السلام }،فقال : يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول: علي منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك سم ابنك هذا باسم ابن هارون . قال النبي {صلى الله عليه وآله{، : وما اسم ابن هارون ؟ قال : شبر ، قال النبي { صلى الله عليه وآله{، لساني عربي . قال جبرائيل {عليه السلام }: سمه الحسن . قالت أسماء : فسماه الحسن فلما كان يوم سابعة عق النبي {صلى الله عليه وآله{، عنه بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذا ودينارا وحلق رأسه ، وتصدق بوزن الشعر ورقا وطلى رأسه بالخلوق ثم قال : يا أسماء الدم فعل الجاهلية . قالت أسماء : فلما كان بعد حول ولد الحسين {عليه السلام{، وجاءني النبي {صلى الله عليه وآله{، فقال : يا أسماء هلمي ابني ، فدفعته إليه في خرقة بيضاء فأذن في إذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى ، ووضعه في حجره فبكى ، فقالت أسماء : قلت : فداك أبي وأمي مم بكاؤك قال : على ابني هذا قلت : إنه ولد الساعة يا رسول الله{ صلى الله عليه وآله{، فقال : تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي . ثم قال : يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فإنها قريبة عهد بولادته . ثم قال لعلي {عليه السلام} : أي شئ سميت ابني ؟ قال : ما كنت لاسبقك باسمه يا رسول الله ، وقد كنت أحب أن اسميه حربا فقال النبي { صلى الله عليه وآله{، ولا أسبق باسمه ربي عز وجل . ثم هبط جبرائيل {عليه السلام}، فقال : يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ، ويقول لك : على منك كهارون من موسى ، سم ابنك هذا باسم ابن هارون قال النبي {صلى الله عليه وآله {،وما اسم ابن هارون ؟ قال : شبير قال النبي {صلى الله عليه وآله} : لساني عربي . قال جبرائيل : سمه الحسين فسماه الحسين فلما كان يوم سابعة عق عنه النبي {صلى الله عليه وآله{، بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذا ودينارا ثم حلق رأسه ، وتصدق بوزن الشعر ورقا وطلى رأسه بالخلوق ، فقال : يا أسماء الدم فعل الجاهلية . بيان : الملحة : بياض يخالطه سواد ، والخلوق : طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب وتغلب عليه الحمرة والصفرة . البحار باب ١١، أو ١٢ حديث ٤ جزء ٣٩ أو ٤٣ عمران بن سلمان وعمرو بن ثابت قالا : الحسن والحسين اسمان من أسامي أهل الجنة ولم يكونا في الدنيا . عن جابر قال النبي {صلى الله عليه وآله} : سمي الحسن حسنا لان بإحسان الله قامت السماوات والأرضون ، واشتق الحسين من الإحسان ، وعلي والحسن اسمان من أسماء الله تعالى والحسين تصغير الحسن . وحكى أبو الحسين النسابة : كأن الله عز وجل حجب هذين الاسمين عن الخلق يعني حسنا وحسينا يسمي بهما ابنا فاطمة {عليها السلام{، فانه لا يعرف أن أحدا من العرب تسمى بهما في قديم الأيام إلى عصرهما لا من ولد نزار ولا اليمن مع سعة أفخاذهما. حديث ٣٠ في البحار،
إلى الأعلى الأمر الثاني : ولد الحسين طاهر نضيف . عن صفية بنت عبد المطلب قالت : لما سقط الحسين من بطن أمه وكنت وليتها عليها السلام . قال النبي {صلى الله عليه وآله} : يا عمة هلمي إلي ابني . فقلت : يا رسول الله إنا لم ننظفه بعد . فقال : يا عمة أنت تنظفينه ؟ إن الله تبارك وتعالى قد نظفه وطهره . الحديث ١٦ في البحار باب ١١ جزء ٣٩ أو ٤٣ حسب الطبعة.»-{٧}.
٨} ــــ «. الحديث الخامس: مصادر مهمة « وفي السنة الرابعة للهجرة،في الخامس من شعبان، أو لثلاث،أولأربع، خلون منه، كانت ولادة الإمام الحسين بن علي «عليه السلام» في المدينة المنورة. »١« وقيل: ولد في آخر شهر ربيع الأول، سنة ثلاث من الهجرة »٢« وقال قتادة: إنه «عليه السلام» ولد بعد أخيه الحسن بسنة وعشرة أشهر، لخمس سنين وستة أشهر من التاريخ »٣« وقال الجزري تفريعاً على قول قتادة: فولدته لست سنين، وخمسة أشهر ونصف»٤« وقال ألدولابي: ولد لأربع سنين وستة أشهر من الهجرة »٥« وقيل: ولد سنة سبع، وليس بشيء»٦« ومن جهة أخرى؛ فقد قيل: لم يكن بينه وبين أخيه إلا الحمل، والحمل ستة أشهر »٧« وزاد في بعض الروايات قوله: وعشراً»٨« وقيل: كان أصغر من الحسن بسنة »٩« وقول آخر: يفيد أنه كان بين ولادة الحسن وولادة الحسين عشرة أشهر وعشرون يوماً »١٠« وفي رواية أخرى: أنها حملت به بعد وضعها الحسن «عليه السلام» بخمسين يوماً »١١« وفي نص آخر: لم يكن بينهما إلا طهر واحد »١٢« وقال ابن قتيبة: «حملت به بعد أن وضعت الحسن بشهر واحد واثنين وعشرين يوماً، وأرضعته وهي حامل ثم أرضعتهما جميعاً»»١٣.»« ومن الواضح أنه لا منافاة بين النصوص الأربعة الأخيرة على تقدير كون الحمل به تسعة أشهر، ولكن العسقلاني يقول: «قلت: فإذا كان الحسن ولد في رمضان، وولد الحسين {ع{،في شعبان، احتمل أن يكون ولدته لتسعة أشهر، ولم تطهر من النفاس إلا بعد شهرين «١٤»ونقول: إن في كلامه بعض المناقشة: أولاً: إنه مبني على ما يذهبون إليه، من أن النفاس يمكن أن يكون أربعين يوماً، ويكون شهرين وأكثر وأقل وغير ذلك. أما على ما هو الثابت من مذهب أهل البيت «عليهم السلام»، ويؤيده الواقع، من أن أكثر النفاس عشرة أيام ولا حد لأقله، فلا معنى لاستمرار نفاسها إلى شهرين. ثانياً: إنه حتى على ما ذكره؛ فإن نفاسها يكون خمسين يوماً، إذا كان حملها قد استمر تسعة أشهر، إلا أن يكون كلامه تقريبياً، ولا تحديد فيه. ثالثاً: قد ورد في الروايات: أنها «صلوات الله وسلامه عليها» لم تر الدم حين الولادة أصلا «١٥»ً.»{٨}.
٩} ــــ « من صفات الإمام الحسين عليه السلام: وروي أن الحسين {عليه السلام{، كان أشبه الناس برسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم{، سيرة وصورة ويقعد في المكان المظلم فيهتدي إليه ببياض جبينه ونحره. وروي في مناقب ابن شهر آشوب وغيره: إن فاطمة من صفات الإمام الحسين {عليه السلام}: وروي أن الحسين {عليه السلام{، كان أشبه الناس برسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم{، سيرة وصورة ويقعد في المكان المظلم فيهتدي إليه ببياض جبينه ونحره. وروي في مناقب ابن شهر آشوب وغيره: إن فاطمة {عليها السلام{، أتت بابنيها الحسن والحسين {عليهما السلام{،إلى رسول الله {صلى اله عليه وآله}، وقالت: انحل ابني هذين يا رسول الله، فقال: أما الحسن فله هيبتي وسؤددي وأما الحسين فله جرأتي وجودي، فقالت: رضيت يا رسول لله. وفي رواية إن النبي {صلى الله عليه وآله}، قال: «أما الحسن فانحله الهيبة والحلم وأما الحسين فانحله الجود والرحمة» الخصال، ج١،ص٧٧.
كان الإمام الحسين{عليه السلام}: أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله، ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، واسع الجبين، كث اللحية، واسع الصدر، عظيم المنكبين، ضخم العظام، رحب الكفين والقدمين، رحب الكفين والقدمين، رجل الشعر، متماسك البدن، أبيض مشرب بحمرة. » وكانت مدة الحمل ستة أشهر. وعندما استقبل النبي الأكرم {ص} حفيده كان عمره ٥٦ سنة وأربعة أشهر و١٦ يوما , وعمر الإمام علي {ع} ٢٦ سنة و٢٠ يوما تقريبا ... وعمر والدته البتول الزهراء {ع} ١٢ سنة .. وكانت مدة خلافته عشر سنين و أشهرا .. كما إنه في اليوم الرابع من شعبان مولد أخيه أبا الفضل العباس .. وفي اليوم الخامس من شعبان ولادة أبنه زين العابدين الإمام علي بن الحسين السجاد {عليه السلام}، .-{٩}.
١٠} ــــ «نشأته: الإمام الحسين {عليه السلام }: لقد نشأ الإمام الحسين {عليه السلام}، في ظل جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، فكان هو الذي يتولى تربيته ورعايته في ظل هذه الأسرة وتغذى بطباعها وأخلاقها، ونعرض - بإيجاز - لبعض النقاط المضيئة النابضة بالتربية الفذة التي ظفر بها الحسين{عليه السلام}، في ظل الأسرة النبوية. التربية النبوية: وقام الرسول الأعظم {ص} بدوره بتربية سبطه وريحانته فأفاض عليه بمكرماته ومثله وغذاه بقيمه ومكوناته ليكون صورة عنه، ويقول الرواة: إنه كان كثير الاهتمام والاعتناء بشأنه، فكان يصحبه معه في أكثر أوقاته فيشمه عرفه وطيبه، ويرسم له محاسن أفعاله، ومكارم أخلاقه، وقد علمه وهو في غضون الصبا سورة التوحيد ووردت إليه من تمر الصدقة»{١٠}.
١١} ــــ « وفي ولادة الإمام الحسين {عليه السلام{، وقبلها كرامات تدلّ على كثير من العلامات والإشارات والأحداث التي تبين عظمته {عليه السلام{، ومنزلته عند الله تعالى ورسوله ، وما له من الشأن الكبير في الحفاظ على الدين الحنيف وأسسه ، وما سيقوم به من الدور الخطير في الدفاع عنه وتبيين حقائقه وما يجب على المسلمين من الإقتداء به وإتباع إمامته {عليه السلام}. ملاحظة : لما كانت أكثر كرامات الحسين {عليه السلام{، مشتركة مع أخيه الأكبر الحسن المجتبى فلذا قد نعنون بعض العناوين باسميهما الكريمين . كما أن في بيان هذه الأمور الواقعة في ولادة الحسن والحسين {عليهما السلام{، في صباهما ليس فقط ذكر للفضائل يرجى بها الثواب فحسب وأن كان فيه الكفاية ، ولكن المهم هو الإقتداء بهذه السيرة الطيبة لجدهما وأبويهما معهما سواء في التسمية والولادة ورسومها أو في التربية والمعاملة مع الأطفال ، كما أن قراءة فضائل النبي محمد وآله وسيرتهم وسننهم فيها من التعاليم الدينية التي توصل لسعادة الدنيا والآخرة ، وتـفرح القلب وتـقر العين برجاء فضل الله وثوابه لأحبابه ومطيعيه في الدنيا والآخرة . كما أن من يستبعد شيء من فضائل محمد وآله أو يريد يطمئن قلبه بصدقها وإن لهم {عليهم السلام{، المزيد من الكرامات والفضائل وإن ما وصلنا إلا القليل منها فليقرأ الاعتقاد في مناقب سادات العباد. الاعتقاد في مناقب سادات العباد. « مناقب سادات العباد،»-{١١}.
١٢} ــــ « الحسين (عليه السلام) والنبـيّ {صلّى الله عليه وآله وسلم}: كان الرّسول{صلّى الله عليه وآله وسلم} يؤكّد على محبّته وحنانه للإمام الحسين(عليه السلام} في مناسبات عديدة، منذ ولادته في السّنة الرّابعة للهجرة، حتّى يوم وفاته{صلّى الله عليه وآله وسلم}، الّتي تمتد ستّة سنوات وعدّة أشهر، ويعرّف النّاس بمقام الإمام الثّالث وسموّه. يقول سلمان الفارسي: «كان الحسين على فخذ رسول الله {صلّى الله عليه وآله وسلم} وهو يقبّله ويقول: أنت السّيد وأبن السّيد أبو السّادة، أنت الإمام وابن الإمام أبو الأئمّة، أنت الحجّة أبو الحجج، تسعة من صُلبك وتاسعهم قائمهم» عن أنس بن مالك، قال: سئل النّبيّ{صلّى الله عليه وآله وسلم} أيّ أهل بيتك أحبّ إليك قال: الحسن والحسين{عليهما السلام}، وكان يقول لفاطمة: أدعي لي أبني، فيشّمهما ويضمّهما إليه. عن أبي هريرة: قال خرج علينا رسول الله{ صلّى الله عليه وآله وسلم} ومعه الحسن والحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه، وهو يلثم هذا مرّة ، وهذا مرّة، حتى انتهى إلينا، فقال: من أحبّهما فقد أحبّني، ومن أبغضهما فقد أبغضني وعن مدى العلاقة المعنويّة الملكوتيّة بين النبيّ والحسين، بما تملكه من سموّ وإنشداد وتعبير، يمكن التعرّف عليها بهذه الجملة الموجزة المعبّرة الّتي نطق بها الرسول{صلى الله عليه وآله{، وسلم}:« حسين منّي وأنا من حسين »-{١٢}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الأحاديث مأخوذة من الكتب العربية و الفارسية الشيعية والسنية ومن مكاتب مواقع
الانترنت:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١}ـــ«المجلد٨ قسم٦باب٢فصل٣ ولادة الإمام الحسين وبعض ما قيل حولها،»-{١}.
٢}ــــ « لمزيد من التفصيل راجع : دائرة المعارف الحسينية: الجزء الأول من السيرة الحسينية : ١٥٧. »-{٢}
٣}ــــ « {١{، مستدرك وسائل الشيعة : ١٠ / ٣٠٠، للشيخ المحدث ألنوري ، المولود سنة : ١٢٥٤ هجرية ، و المتوفى سنة : ١٣٢٠ هجرية، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : ١٤٠٨ هجرية ، قم / إيران . {٢{،تحف العقول : ٢٤٧ ، للشيخ حسن بن شُعبة الحراني ، طبعة ، جامعة المدرسين ، قم / إيران. {١١{،بحار الأنوار { الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار{عليهم السلام}}: ٩١ / ٧٤ ، للعلامة الشيخ محمد باقر ألمجلسي ، المولود بأصفهان سنة : ١٠٣٧ ، و المتوفى بها سنة: ١١١٠ هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : ١٤١٤ هجرية . [١٢] بحار الأنوار{ الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار{عليهم السلام}}: ٩١ / ٧٤.»-{٣ }.
٤}ـــ« الحديث ١٦ في البحار باب ١١ جزء ٣٩ أو ٤٣ حسب الطبعة ». كتاب «من حياة الإمام الحسين» {عليه السلام{، للإمام الشيرازي الراحل أعلى الله درجاته»-{١}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١}ـــ « الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب{ع{، من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.»-{١}.
٢}ــــ « الشيعة هم أهل السنة - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ١٤٩.»-{٢}.
٣}ــــ« الإمام الحسين {عليه السلام}؛ نور لن یطفئ»-{٣}.
٤} ــــ «.»-{٤}.
٥}ــــ « كتاب صحيفة الأبرار ميرزا محمد التقي الشريف المجلد الثاني حديث تزويج علي من فاطمة {عليهما السلام}.»-{٥}.
٦} ـــــ« الامالي للصدوق، ص١١٨»البحار، ج٤٤، ص٢٥٠، عن الامالي للطوسي».المناقب، ج٤، ص٥٠. والروايات بهذا المضمون كثيرة،» ابن شهر أشوب ،الشيخ الصدوق، وابن قولويه، الامالي للصدوق،وغيرهما عن الصادق {عليه السلام}، »-{٦}.
٧} ــــ « حديث ٣٠ في البحار« البحار باب١١،أو ١٢حديث ٤ جزء ٣٩ أو ٤٣ عمران بن سلمان وعمرو بن ثابت قالا: « راجع فيما تقدم كلاً أو بعضاً المصادر التالية: الفصول المهمة لابن الصباغ ص١٥٦ والبحار ج٤٣ ص٢٣٧ ـ ٢٦٠«» وأسد الغابة ج٢ ص١٨ وروضة الواعظين ص١٥٥ ومستدرك الحاكم ج٣ ص١٧٩ و١٨٠ وتلخيصه للذهبي بهامشه،» -{٧}.
٨} ــــ « راجع: إعلام الورى ص٢١٥ ونور الأبصار ص١٢٥والفصول المهمة،«١»كتاب: ولادة الإمام الحسين وبعض ما قيل حولها،»« راجع: فصل ولادة الإمام الحسين «عليه السلام»«١» في الصحيح من سيرة النبي«صلى الله عليه وآله»{الطبعة الخامسة}ج٨.»«١»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
راجع: الإستيعاب بهامش الإصابة ج١ ص- ٣٧٨ - وإعلام الورى ص٢١٥ والكافي ج٢ ص٣٨٥ وتاريخ الخميس ج١ ص٤٦٤ ويفهم من قول ابن الخشاب، كما في كشف الغمة ج٢ ص٢٥٢. «٣» تهذيب تاريخ دمشق ج٤ ص٤١٦ وذخائر العقبى ص١١٨ والإستيعاب بهامش الإصابة ج١ ص٣٧٨ وتاريخ الخميس ج١ ص٤١٧ و٤٦٤ وفيه: بعد الحسن بستة عشر شهراً، وترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص١٤ ومستدرك الحاكم ج٣ ص١٧٧ وراجع: تاريخ ابن الوردي ج١ ص٢٣٣. «٤» أسد الغابة ج٢ ص١٨ وراجع: المعارف لابن قتيبة ص١٥٨ وكشف الغمة ج٢ ص٢٦٦. «٥» ذخائر العقبى ص١١٨. «٦»الإصابة ج١ ص٣٣٢. «٧» إعلام الورى ص٢١٥ وذخائر العقبى ص١٨٨ عن ابن الدارع، وتاريخ الخميس ج١ ص٤١٧ وإحقاق الحق ج١١ ص٢٥٩ وراجع: تفسير البرهان ج٤ ص١٧٢ ـ ١٧٤ وتفسير نور الثقلين ج٥ ص١١ ـ ١٢ وفي نزل الأبرار ص١٤٨: وفي بعض الروايات ولد بعده بستة أشهر. «٨» الكافي ج١ ص٣٨٥، ٣٨٦ والبحار ج٤٣ ص٢٤٧ و٢٥٨. «٩» تهذيب تاريخ دمشق ج٤ ص٤١٦ وذخائر العقبى ص١٢٠ وترجمة الإمام الحسين «عليه السلام» من تاريخ دمشق ص٢٥ وإحقاق الحق ج١١ ص٥٠٢. «١٠» البحار ج٤٣ ص٢٣٧. «١١» الكامل في التاريخ ج٢ ص١٦٦ وتاريخ الأمم والملوك ج٢ ص٥٣٧ والجوهرة في نسب علي وآله «عليهم السلام» ص٣٨ ونور الأبصار ص١٢٥ وتذكرة الخواص ص٢٣٢ والفصول المهمة لابن الصباغ ص١٥٦ وراجع: بهجة المحافل ج١ ص٢٣٠ والبدء والتاريخ ج٥ ص٧٥ وكشف الغمة ج٢ ص٢١٥ وكفاية الطالب ص٤١٦ وذخائر العقبى ص١١٨ وتاريخ الخميس ج١ ص٤١٧ و٤٦٤ وإحقاق الحق ج٩ ص٣٦٢ وترجمة الإمام الحسين «عليه السلام» من تاريخ دمشق ص٢٣ و٢٩٥ ومقتل الحسين للخوارزمي ج١ ص١٤٣ ونزل الأبرار ص١٤٨ وعمدة الطالب ص١٩١ وكتاب الجامع للقيرواني ص٢٧٦. «٢١» تاريخ الخميس ج١ ص٤١٧، ٤٦٤ وتهذيب دمشق ج٤ ص٤١٦ وإحقاق الحق (الملحقات) ج١١ ص٥٩٢ وج ٩ ص٣٦١ ـ ٣٦٣ وتهذيب التهذيب ج٢ ص٣٤٥ وأسد الغابة ج٢ ص١٨ والإصابة ج١ ص٣٣٢ والإستيعاب بهامشه ج١ ص٣٧٨ والبحار ج٤٣ ص٢٤٧ و٢٥٨، وترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص١٣ و٢٩٥ ومجمع الزوائد ج٩ ص١٨٥ والمناقب لابن شهر آشوب = = ج٣ ص٣٩٨ والكافي ج١ ص٣٨٥ و ٣٨٦، وتهذيب الأسماء ج١ ص١٦٣ وكفاية الطالب ص٤١٧ ونظم درر السمطين ص١٩٤ وذخائر العقبى ص١١٨ وتفسير نور الثقلين ج٥ ص١٢ وعمدة الطالب ص١٩١ وكتاب الجامع للقيرواني ص٢٧٦. «١٣»المعارف ص١٥٨. «١٤» الإصابة ج١ ص٣٣٢. »-{٨}.
٩} ـــــ « الخصال، ج١،ص٧٧.» {٩}.
١٠} ــــ «حياة الإمام الحسين {ع} - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٤٧« تاريخ اليعقوبي ٢ / ٣١٩.»{١٠}.
١١} ــــ « الاعتقاد في مناقب سادات العباد.»{١١}.
١٢} ــــ « ذكرى الحسين {عليه السلام}، ج١، ص١٥٢، نقلاً عن رياض الجنان، ط بمبي، ص٢٤١ أنساب الاشراف.»{ ١٢}.
ــــــــــــــــــــــــــــ
{{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فأنها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}}
وَربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا،
ِabo_jasim_alkufi@hotmail.com
محمد الكوفي/ أبو جاسم.