مع أن الثورة الشعبية المصرية لم تأتِ أُكلها كما أراد الشباب المصري الثائر الذي قدم مئات الشهداء والمعاقين والجرحى، ومع أنّ المتنافسين على منصب رئاسة الجمهورية وقبلها عضوية مجلس الشعب لم يبيتوا في ميدان التحرير ليلة واحدة.. لم يخدشوا ولم يفقدوا عضوا ولا عزيزاً ولا قريباً، وعلى حد قول المصريين أنفسهم ان الثوار المضحين( خرجوا من المولد بلا حمص) وهذا حال كل الثورات العربية. المفكرون يخططون، والشجعان ينفذون، والجبناء يتسلمون، مع كل ذلك لم يحصل احتكاك بين الفلول والثوار إلاّ في حالات نادرة لم تصل إلى الذبح والتفخيخ والتهجير والكواتم والأحزمة الناسفة، العجيب ان أنصار النظام السابق وأزلامه بالملايين وهذا ما أكدته نتائج الانتخابات الرئاسية حيث تقاربت النسبة بين مرشح الفلول الفريق احمد شفيق آخر رئيس وزراء في سلطة مبارك ومرشح الأخوان الدكتور محمد مرسي.
فلولنا لا يشبهون فلول العرب ولا العجم، لا يقنعون بحق ولا عدل ولا ميزان .. لا يرون إلا أنفسهم .. لا يعترفون بغيرهم .. لا يرضخون لشرع ولا عرف ولا قانون .. لا صوت إلاّ صوتهم.. لا لغة تعلو لغتهم!فإذا جد الجد وحمي الوطيس واحمرت العيون تضيق عليهم الأرض بما رحبت وتضيق عليهم أنفسهم فيلوذون بأقرب حفرة أو يفرون إلى أعداء وطنهم وقاتلي أخوتهم راكعين ساجدين طالبين العون والحماية عارضين خدماتهم لإلحاق المزيد من الخراب بوطنهم والمزيد من الإبادة لأخوتهم.
المشكلة أن فيروسات هذا الطاعون الحاد تغلغلت في صفوف بعض شركاء العملية السياسية .. ركنوا الدين والأخلاق والالتزام وثبات الموقف جانباً، تنكروا لأخوة الدرب ورفاق الجهاد والنضال، اعرضوا عن شركاء الهم والمحن والتضحيات حتّى صاروا قريني جهنم، هل أمتلأتي فتقول هل من مزيد؟!.