كان يا ما كان في زمن الأبطال والفرسان ان شعب تحدى الصعاب وقدم التضحيات كفر بصنم و أسقط دكتاتورا فقتل وهجر وتعرض للإرهاب فلم يركع ولم يساوم، لكنه وثق في مجموعة كتل سياسية لتخليصه من هذه المحنة فقالوا له ان انت انتخبتنا وفزنا في البرلمان ونصبتنا عليك فإننا سنمضي بك إلى بر الأمان وستتحول أحوالك معنا إلى غير حال، وستنال حضك من النفط والأموال، وسنحفظ لك الكبرياء، ونوصل لك تيار الكهرباء، ونجدد التجارة، ونزيد تموينية البطاقة، ونخلصك من الأنانية، وإننا لك معاهدون وسنفرض هيبة القانون. وانقسموا بين احرار وعراقية ونادى الاكراد بالوطنية واقسموا بأنهم لا شيعية ولا سنية وسيحلون ويناقشون كل أمور البلاد بشفافية وجرت الانتخابات وتحقق المراد لكنهم وعلى طريقة "الفرهود" وتحزم وأخذلك سهم، تحولت الحكومة الى أسرار وباعوا واشتروا بأهل الدار وتقاسموا وتحاصصوا وسموها حكومة مشاركة وطنية وتمت الصفقة في أربيل وتاه حمد ولم يأتِ الريل وبين صفقة وقهقه وحزن وعويل صاروا حكومة أصدقاء وحلفاء وشركاء في النهار ومعارضة وخصماء وأعداء في الليل، والشعب منهوب يتكلم يتألم يصرخ ينادي وتحول الهمس الى استغاثة (ما صايرة ولادايرة شنو حاميهه حراميهه وكذاب يا كذاب)، واستمر الحال على هذا المنوال ١٠٠ يوم وتحقيق في البرلمان وهدية العيد ولجنة تعقب لجنة ومليار بعد مليار وتكاثرت الأخبار ووضعت الخشبة في المنشار وطالب احدهم بالثار وإلاّ سيشعل في البلد النار فلم يفهم القانون التهديد وأزبد وتوعد عسى كاكا حمه يتردد لكنها اشتعلت فعلاً يوم طار إلى كردستان طارق واشتكى من خطر حارق سيدمر كلّ الأسوار ويكشف كل الأسرار وقبل ان تعقد القمة العربية فلننسى مخاوفنا القومية ولننهض بأعباء المسؤولية فأثار في قلب الأكراد الشفقة فقرروا من القانون سحب الثقة فدعوا للقمة في أربيل فقووا الهمة وشدوا الحيل، فيا كرد الوطنية والعراقية المهنية وأحرار الشيعة المنسية فتصدر الصدر الاجتماع وقرروا سحب الثقة بالإجماع ولا رجعة فعملنا في سبيل الله ولأجل العراق ونلتقي في النجف يا رفاق فكان لقاء النجف ولم يصيبوا الهدف فلم يهمهم من قتل ومن نزف ولا يعنينا صوت القانون فنحن ننادي ونعمل بالدستور وان رفضوا فسنكشف المستور لكن جلال قال هذا الأمر ليس حلال، فهدأ الكل وفرح القانون فراح يذكر راح يهدد راح يسايس صار يساوم صار يلاعب وظنّ انه كسب الرهان وهو يقول لن اخسر في العهد قضية وانا من أسس هذا القانون وأنا أدافع عن هوية راح يبحث عن هوية، وقد نسى وأضاع قبل تلك الهوية ولن أعطيها مادمت أخذتها لن أعطيها لا بالقوة ولا بالخوة لن أعطيها مهما ثاروا ومهما قالوا حقي في الكرسي استحقاقي المنصب والكعكة لي لن أعطيها سأقسمها سأقطعها ومن يهواها فلي النصفين ولكم نص لكم النصين ولي النصف وانتهت السنتان بلا عنوان في زمن الشجعان ولا شجعان في زمن الفرسان، ولا فرسان كان ياما كان شعب مظلوم مهضوم مغلوب على أمره لا لشيء إلا لأنه وثق بالإيمان وجوزي بالبهتان باعوا الصوت بلا اثمان باعوها لمن ادعى حماية هذه الاوطان، أف لصفقة عجلان ولا ثقة لمن يسحب عنه الثقة ولا عند من نادى بتلك الثقة وأي ثقة والكل يعيش في زمن الكان ما كان.