الذين زاملوه أكدوا شهادة الذين عاصروه وعرفوه راوياً عن ناقل من ان الرجل كان رادوداً حسينياً وهذه الخدمة تشرف صاحبها، ثم طور هذه الخدمة فأصبح منبرياً وهذا شرف آخر أضيف للشرف الأول، نقلت له بعض الفضائيات مجلساً حسينياً كان يعظ الملتفين حول مجلسه بالزهد وعيش الكفاف ضارباً الأمثال بسيد الوصيين وإمام المتقين علي بن أبي طالب "عليه السلام"، وكيف كان يرقع مدرعته المرة تلو الأخرى حتى استحى من راقعها، وما قدم له صنفين من طعام إلاّ أمر برفع احدهما، وكيف كان يخصف نعله المتهرئ بيده وحين قال له عبد الله بن عباس: لو نبذته يا أمير المؤمنين واستبدلته بآخر.قال: انه أفضل من إمرتكم!. ومع زهده المثالي هذا كان يوصي اتباعه والمقربين: اقرضوا الدنيا على نهج عيسى بن مريم .. كان يفترش الأرض ويلتحف السماء، دابته في السفر قدماه وخادمه يداه، لم تكن له زوجة تشغله، ولا ولد يفتنه، ولا مال يطمعه، زاده ما تنبت الأرض للبهائم.
بعد هذه الموعظة العظيمة يعرج على الموقف البطولي الاستثنائي لسيد شباب الجنة .. لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برما ... ان لم يكن لكم دين كونوا أحرارا في دنياكم.
ألهب صدور اللاطمين وأجرى مدامع السامعين.
حتى إذا جاء نصر الله وسقط الطاغية كان الأستاذ خضير في مقدمة المستوزرين، ثم لم يكتفِ بل تقمص دور هارون ليشد عضد أخيه موسى، ثم لم يرضِ عن نيابة الرئاسة بدلاً وإلاّ سينسف العملية السياسية برمتها!.
كنا في غنىً عن تقليب هذه المواجع لولا ان تناقلت بعض المواقع الالكترونية وثيقة رسمية صادرة من دائرة العقارات العامة تخاطب عقارات الكاظمية بتسجيل قطعة ارض مساحتها ٦٠٠م/٢ في منطقة العطيفية باسم خضير الخزاعي وبسعر ٣٠مليون دينار فقط بعد إستحصال موافقة رئاسة الوزراء. ولمن أراد التفاصيل فليتابع المواقع ويرى نسخة من الوثيقة.
من حق الرجل أن يمتلك ارض لكن هذا السعر اقل من أسعار الأرض في الجبايش وغماس وعفج وليس في حي التنك . ٣٠ مليون لا تكفي لشراء خمسة أمتار في العطيفية والكاظمية!!. أنت حر فيما تختاره لنفسك
لكنك أسأت للمنبر الحسيني قبل أنّ تسئ إلى تأريخ حزب الدعوة وجهاده، ماذا ستقول للصدر الأول والدخيل وعارف البصري والرواد الشهداء؟!.
بقي أن تقولوا: ماذا عن باقي الوثائق ..ماذا عما خفي .. ماذا عن الآخرين .. ماذا عن ما يسجل بأسماء مستعارة وأرقام سرية؟!.