وسعى أحد الأشخاص لأن يكون مرجعاً دينياً في العراق، فعندما نصحه بعض المخلصين بعدم الخوض في هذا الجانب لأن للمرجعية مؤهلاتها العالية وشروطها الصعبة، إحتج عليه بالقول: (هل أن فلاناً أفضل مني وقد صار مرجعاً؟)، ومعه الحق أيضاً فهو أفضل من ذاك الذي إنتحل صفة مرجع ديني مع أنه غير مؤهل لحضور دروس السطوح في الحوزة.
هذا الاحتجاج نسمعه كثيراً في أحاديثنا، وهو يعبر عن مشكلة كبيرة ضاربة الجذور في مجتمعاتنا، فنحن نقيس أنفسنا بالأقل درجة أو بعبارة أوضح بالفشل، ونتخذ ذلك دليلاً على أحقيتنا بالمنصب والمهمة والمسؤولية، بينما الحالة الطبيعية أن تكون المقارنة مع النجاح.
هل إعترض أحدنا على هؤلاء الذين يقارنون أنفسهم بالفاشلين، فيطالبون بمنصب وموقع كبير؟
إذا لم نعترض فنحن أمام خلل أخطر وأكبر، لأن ذلك يعني أننا نقنع بالمقاييس الخاطئة ونحترمها.