ان هذا المرض من اشد الأمراض السياسية التي تفتك بالتجارب والأنظمة وتسقطها وتجر البلدان إلى الخراب والدمار وخاصة في التجارب الفتية كالتجربة العراقية. لقد لاحظ العراقيون طيلة السنوات التسع المنصرمة من عمر العملية الديمقراطية آثار أسلوب المجاملات وكيف ساهم هذا الأسلوب في عرقلة مسار التجربة الجديدة ومنع قيام نظام حكم ناضج ودولة قوية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر:
* تسببت المجاملات بتعطيل وإيقاف الكثير من الإجراءات القضائية بحق إرهابيين كبار وعتاة المجرمين.
*إيقاف الإجراءات القانونية بحق المفسدين من مزورين ومختلسين ومتلاعبين بالمال العام.
*غض النظر عن عقود وهمية وبضائع فاسدة وتجارة كاسدة وخارج الأصول القانونية.
*تمرير مشاريع وصفقات خارج حدود وصلاحيات المحافظات دون الرجوع إلى المركز.
* الحيلولة دون محاسبة الوزراء والبرلمانيين وأعضاء مجالس المحافظات والمسؤولين المقصرين.
* ترك الحبل على الغارب للدبلوماسيين في التصرف حسب أهوائهم وما تمليه كتلهم، وكأن كل واحد منهم يمثل دولة لا ترتبط بأخرى.
*تشجيع استمرار الفوضى والفساد وعدم الاستقرار وغياب الخدمات.
غيض من فيض وقطرة من بحر مما جرته وتجره وستجره مجاملات قادة وسياسيي العراق من مصائب على هذا الشعب المبتلى، وأظنّ أنّ تلك المجاملات لعبت دوراً كبيراً في أزمة سحب الثقة، وستلعب!.