ورغم ان البعض لا زال يتحدث عن الاستجواب بعد ان فشلت مهمة سحب الثقة فشلا ذريعا لعدم تمكن ثلاثي اربيل من تحشيد العدد المطلوب داخل مجلس النواب لاسقاط المالكي والذهاب الى المجهول الا ان هذا الثلاثي وصل الى نقطة اللا تلاقي, وان معركة التسقيط وكسر العظم ستبدأ قريبا بينهم ويرجع البعض سبب فشل ثلاثي اربيل في مهمتهم الى غياب الارادة الحقيقة عند المعترضين لتصحيح مسار العملية السياسية وتوفير الخدمات للمواطنين والسعي لبناء دولة عصرية وانما كان المحرك الاساس لهؤلاء هو المصالح والمكاسب الحزبية والشخصية والرغبة في الانتقام من المالكي وحكومته لعدم تنفيذ الاتفاقات والصفقات السابقة خاصة تلك التي أبرمت تحت طاولات اتفاقية اربيل.., لذا فان المالكي تنبه لطريقة تفكير خصومه وبدأ بتمزيقهم واحدا بعد الاخر وهذا هو مفتاح انتصاره على خصومه ورفقائه في حكومة الشراكة الوطنية حتى وان اعطى للبعض كل ما يريدونه وما تم التوقيع عليه لانه في حسابات المالكي تحسب العبرة بالخواتيم.
ولهذا يمكن القول ان الشعب العراقي والعملية السياسية ومؤسسات البلد هي الخاسر الاكبر في مقاييس المصالح الوطنية العليا لان الفترة التي شهدت تداعيات ازمة سحب الثقة شهدت ضمورا كبيرا في تقديم الخدمات وتراجعا في الملف الامني وضعف في بناء مؤسسات الدولة, اما على المستوى الحزبي والشخصي فان الخاسر الاكبر هو القائمة العراقية لانها خسرت معركتها مع المالكي وخسرت نفسها مع ابنائها بعد ان فقدت الكثير منهم بسبب فشلها وضعفها وتخبطها، اما التحالف الكردستاني فانه وان قاتل خارج حدود حكومته الا انه لم يربح شيئا في هذه المنازلة على اقل تقدير وربما سيواجه هزات قوية داخل تحالفه تتمثل بخلاف محتمل بين مسعود وطالباني على خلفية عدم موافقة الاخير على سحب الثقة.
ويمكن اعتبار المالكي والتيار الصدري الاطراف الكثر ربحا في الحسابات الحزبية والشخصية لان المالكي ثبت ديكتاتوريته ولا زال يراهن على الازمات في كسب الشارع العراقي ولان التيار الصدري حصل على كل ما يريد من المالكي بعد ان تعهد الاخير بتنفيذ كل ماتم الاتفاق عليه في صفقة تشكيل الحكومة والتي تملص عنها المالكي في الفترة الاخيرة ليس حبا بهم ولكن للتخلص من شرورهم ومشاكلهم كما ان التيار الصدري نجح في التخلص من ورطته التي دخل فيها ولم يعرف كيف يخرج منها وترك خصومه نهبا للالم والحسرة وهو منهجه في كل تحالفاته، والذنب يقع على الاخرين وليس عليه لانهم وثقوا به وصدقوا ان سحب الثقة امر الهي لا يجوز التراجع عنه؟؟
لم تنتهي الحكاية بعد ولكن فصلا من فصولها اسدل الستار عليه وبانتظار الملهيات الاخرى لمسرحية حسنه والتيار الصدري والمالكي.