أمّا عن قصر نظر سياسي، والتباس رؤى في استقراء الحاضر واستشراف المستقبل.
واما أسلوب جديد وطريقة مستحدثة لوضع المزيد من العراقيل والمعوقات في طريق تنفيذ المشاريع التي مات العراقيون صبراً وحسرة وهم يحلمون بتحقيق ولو جزء صغير منها، وليستمر الحال على ماهو عليه من الفوضى والتخلف وعدم الاستقراروغياب الخدمات واستشراء الفساد وتفشي البطالة والجريمة والامراض.
واما انتهاز فرصة وتحويل المسألة الى ورقة ضغظ وابتزاز فالمتحقق يضيف مكاسب فئوية وشخصية حتّى وان كانت قليلة. فبعض الجهات يكفيها ويصب في مصالحها مجرد التأخير لاقرار بعض القوانين وتنفيذ بعض المشاريع، وبعضها يكفيها استمرار الحال على ماهو عليه، وبعضها مجرد الخروج من الأزمة يضيف لها شعبية ويحقق لها انتصارات حسب ظنّها.
قد تكون جميع هذه الاحتمالات واردة في تفكير وتخطيط الجهات التي اثارت الازمة فالكل منتفع من النتيجة - مهما كانت وأين ما وصلت - بما فيها الجهة المستهدفة. وليبقى حال العراق على ماهو عليه، ولتبقى معاناة العراقيين حتّى يرث الله الارض وما عليها.
ان لم يكن الامر بهذه الصورة فبماذا نفسر تراجع مقتدى عن موقفه وهو أشد المتحمسين بل المقترحين والمثيرين لمعركة سحب الثقة، وبماذا نفسر تردد علاوي والعراقية واطلاقهم التصريحات العلنية جهاراً نهاراً بأن مقتدى ورطهم بموضوع سحب الثقة!. وبماذا نفسر اختلاف الحزبين الكرديين وتضارب تصريحاتهم وتباين مواقفهم؟!.
وكانت ماكانت نتيجة معركة سحب الثقة فقد ربح المثيرون والمؤججون والمستهدفون .. وخسر العراق والعراقيون!!.