لقد زين الله السماء الدنيا بزينة الكواكب الساحرة وجعلها رجوما للشياطين , وزين الارض بالنضّارة والحياة وجعلها مسجدا وطهورا , وزين البحار بالحيوية والغرابة لما تحتوي من غرائب المخلوقات التي لا تعد ولا تحصى وبأشكال مختلفة سواء من اللؤلؤ والمرجان او الاسماك او الحيتان المختلفة والجميلة وجعلها مصدر الخير والعطاء . وجعل الماء ثلاثة أرباع الكرة الارضية وأباحه للإنسان والحيوان والطير وكل المخلوقات وجعله مصدر الحياة كما قال تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي) وحرّم قطعه عن الانسان فضلا عن المخلوقات أيا كانت صالحة او غير صالحة وجعل لمن سقى الماء اجرا عظيما وفوزا كبيرا عند الله وملائكته ورسله . واليوم وبكل أسف الدول الاسلامية الكبرى مثل ايران وتركيا وسوريا تقطع الماء المباح عن الجارة العراق الحبيب !! . ان هذا الجمال الوجودي الذي يحتوي الانسانية سخّره الله للإنسان رحمة وخيرا ونعيما وقناعة ! لأنه يحتوي على الكنوز التي تشبع العالم كله بإنسانه وطيره ومختلف المخلوقات لكن لم تتوزع الثروات بالتساوي وبقي رجال الدولة وحكوماتها يتلاعبون بهذه الثروات ومصادرها وينتهكون حرمتها ويسرقونها من اخيهم الانسان بلا رحمة ولا شفقة معتمدين على سلطانهم وجنودهم وكأنهم يعيشون الخلود في هذه الدنيا ولم يكن هناك رقيب او محاسب لأنهم نسوا الله فأنساهم انفسهم وتركهم في ظلمات الظلم والاعتداء والجور ليملي لهم اثما وظلما كبيرا . لقد اراد الله للإنسان ان يكون سيد المخلوقات او السيد في المخلوقات يسودها بالعقل والعلم والحلم والأخلاق الفاضلة الكريمة فأرسل له الرسل والأنبياء والأوصياء وجعلهم من جنسه وكيانه ليبلغهم الرسول (ص)عن الله رسالته ويكون لهم واعظا ومرشدا وقائدا وأستاذا يرسم لهم الطريق المستقيم والنظام الصحيح الذي يسلكه الانسان ويتبنّاه نهجا متكاملا ومتفاعلا في حياته العملية والنظرية ليجعل الجمال ينمو في طبيعة الانسان وروحه وضميره !! . ان موازين الله في خلقه ونظمه كلها مبنية على الجمال والكمال ! اذ لولا النظام في الحياة الذي يؤدي الى العدل في الحكم والاستقامة في السلوك لكان العبث لكانت الاهواء تتلاعب في عقولنا وأفكارنا وأعمالنا ولكان القوي منا يأكل الضعيف كما هو الحال في العراق الجريح !! وحاشا لله صاحب الكمال المطلق والعدل والرحمة ان يتركنا للعبث والرغبات والميول , لذلك بعث الانبياء وجعل لهم الأوصياء والأئمة الامتداد التاريخي والطبيعي يمارسون دور الانبياء والرسل وما جاؤوا به من شريعة الهية غرّاء . انهم المقوّم الأساس لحركة الحياة الالهية المقدسة وشريعتها السمحاء للبشرية كافة . ولتستمر جمالية الحياة القدسية الطبيعية في العالم كله والإنسانية كلها وتستمر مسيرة السخاء والبذل لا بد لنا ان نذكر رموزنا وعظماءنا وأئمتنا (عليهم السلام) كما أكّدها الشارع المقدس وأكّدها اهل البيت (عليهم السلام) الذين بذلوا انفسهم وحياتهم وأعطوا كل ما يملكون سواء كان ماديا او معنويا او روحيا من اجل هذا الجمال في النظام الكوني والإنساني وديمومته في الحياة في سبيل سعادتها وأمنها واستقرارها !! . ان الاسلام هو مصدر الشريعة المقدسة الذي أقامه أئمتنا من بعد رسول الله (ص) في الحكم والقضاء والاقتصاد والسياسة والعدل والهدى لأنهم السبب المتصل بين الارض والسماء ولا بد من بقاء هذا السبب المتصل بين اهل الارض والوحي الالهي لابد من وجود الحجة لله وهو النبي او الامام المعصوم والعصمة في الامام كما في الرسول ليكون احتواء الشريعة صحيحا لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والتبليغ صحيحا وسليما من كل خلل وفي كل زمان ومكان ولذلك لم يتحدث القرآن عن كل الانبياء الذي كان عددهم ٢٤٠٠٠ نبي بل اقتصر على بعض الانبياء والرسل وأمر النبي ان يذكرهم في تبليغه ومحاضراته ومواعظه ليكون لهم نعم الموعظة والعبرة كما جاء في القرآن (واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صدّيقا نبيا ) وهكذا في كثير من الآيات لذلك نحن نذكر اهل البيت (عليهم السلام ) في كل ساعة وفي كل لحظة لأنهم حجج الله في ارضه وهم اصحاب الشريعة السمحاء والمسئولين عن تبليغها وتأديتها لأنهم فيض من الله وأمر الله فرض علينا طاعتهم والتمسك بهم والالتزام بعقيدتهم ونهجهم المقدس . ان الامام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف ) هو جمال الارض وجمال الدنيا بأسرها وجمال شريعة الله وجمال العدل الالهي وجمال الرحمة وجمال الخير واليمن والسعادة به الدنيا استقامت وبه العدل يدوم وبظهوره يتم الجمال كله والنور كله والعدل كله والرحمة كلها وتطلق الارض كنوزها والسماء بركتها وينعم الانسان بالأمن والأمان والعافية المجللة والغنى والثروة . هذه عقيدتنا بالمهدي الموعود الذي يظهر في آخر الزمان ليحقق أمل الأنبياء ويحقق ما عجز الانبياء من تحقيقه !! . نسأل الله ان نقتدي أثره ونهتدي بهداه ويشملنا بدعائه ورحمته ورأفته ويجعلنا من انصاره والمستشهدين بين يدين انه نعم المجيب نعم المولى ونعم النصير .