بعد انتهاء مؤتمر ما يسمى بأصدقاء سوريا في فرنسا والذي انتهى بتعميق الخلافات بين أطراف المعارضة السياسية السورية استمر الغرب بتوجهاته العدوانية بعد تقديم السيد عنان لتقريره حول نتيجة تجواله الأخير في سوريا وتفقده الأوضاع على الأرض ومن ثم زيارة موسكو وايران وقد طلب بذلك التقرير تمديد مهمة المراقبين الدوليين لاربعة اشهر اخرى كما تضمن وجوب الزام المجاميع المسلحة بنزع اسلحتها والدخول في مفاوضات مع الحكومة السورية فنجد تصريحات بعض اعضاء مجلس الامن ابعد ما تكون عن محتوى ذلك التقرير وهذا طبعا ليس مستغرب فهم منذ البدء وقفوا ضد مشروع السيد عنان باحلال الوئام بين الاطراف السورية والسعي لحفظ وحدة سوريا ارضا وشعبا وقد اورد ممثلي الدول الغربية الكبرى في مجلس الامن أقوالاً عكست ما يدور بمخيلتهم ومن ضمنها اعطاء الرئيس السوري مهلة عشرة ايام لايقاف استعمال الاسلحة الثقيلة والا سيتم التوجه الى اصدار عقوبات اضافية تنطوي على بعض بنود البند السابع ولم تتطرق تلك التصريحات الى الزمر المسلحة التي تقوم بتزويدها بالسلاح والمال والاجهزة من قبل السعودية وقطر اللذان ينفذان اوامر الغرب وقد صرح المندوب الروسي بان تصريحات بعض اعضاء مجلس الامن لم تستند مطلقا على ما جاء بتقرير السيد عنان ويوجد توجه الان لدى الدول الغربية باصدار قرار من مجلس الامن بتطبيق البند السابع على المسالة السورية وهو ما يمهد لهم الطريق بالتدخل العسكري في ذلك البلد في حين صرح نائب وزير الخارجية الروسي بقوله بان روسيا ستستعمل حق النقض في حصول أي توجه من هذا النوع وقد صرح السيد عبد الباسط سيدا رئيس ما يسمى بالمجلس الوطني للمعارضة السورية بعد زيارته الى موسكو بان روسيا لم تتزحزح عن موقفها السابق وزعم بالقول بان ما يجري في سوريا هو يشبه التحول الديمقراطي الذي حصل في الاتحاد السوفيتي السابق ومثل هذا القول يعكس مفارقات عجيبة تنم اما عن الجهل في الاحداث او بتعمد تزييف الحقائق حيث ان التحول في الاتحاد السوفيتي وفي جمهورية روسيا نجم عن التبدل في توجهات اعضاء المجلس النيابي الممثلين للشعب بالأخذ بنظام ليبرالي ديمقراطي بدلا من النظام الشمولي اما ما يجري في سوريا الان فهو ابعد ما يكون عن هذه الصفة حيث المسألة السورية وكما يعلم جميع المثقفين العرب هي الحلقة المتبقية الاخيرة في سلسلة المخطط الغربي الذي يهدف الى اعادة ترتيب خارطة هذه المنطقة وكون سوريا مجاورة لاسرائيل وفيها نظام علماني يعاكس توجهات الولايات المتحدة بالاعتماد من جديد على عناصر القاعدة والسلفيين التكفيريين مثلما اعتمدتهم سابقا في افغانستان وبخطة جديدة لاستثمار رصيدهم الشعبي واستنزافه فهي قد زجت بعناصر من القاعدة والمرتزقة مع بدء اثارة القلاقل في سوريا وعبر الاراضي اللبنانية والتركية وبالتالي لا يمكن ان يؤخذ مطلقا بالقول الذي يزعمه السيد عبد الباسط سيدا حيث الحكومة السورية الان تواجه حربا حقيقية من عناصر تدفع لها الرواتب من قبل قطر والسعودية وتتدفق عليها الاسلحه عبر الاراضي التركية واللبنانية كما زودت بأجهزة الاتصالات من فرنسا والهدف الأساسي الذي اصبح الشعب السوري يدركه تماما بان وطنه مستهدف بالتقسيم ارضا وشعبا لصالح إسرائيل والمصالح الغربية وقد عرض في قناة الحرة صباح يوم ١٢/٧/٢٠١٢ وفي برنامج بعنون (بالعراقي) ادار ذلك البرنامج السيد سعدون جابر ضمد وحضره كل من السادة وائل عبد اللطيف وحامد المطلك والناصر دريد وعبد الاله النصراوي وكان يتعلق في الموقف العراقي من الاحداث في سوريا وقد اجاب السيد وائل عبد اللطيف بقوله عن ذلك الموقف ان العراق الان امام خيارين احلاهما مر جدا حيث باعتراف وزير الدفاع الامريكي الحالي بان فصائل القاعدة والسلفيين التكفيريين هما الذين يقومان باعمال التخريب والتدمير ويواجهان الحكومة السورية والعراق يخشى ما ستاتي به الايام المقبلة وقد ورد جوابا للسيد الناصر دريد حول سؤال تضمن عما اذا كان العراق يقدم مساعدة الى سوريا فأجاب ان سوريا كقوة عسكرية ليس بحاجة للمساعدة من احد حيث لديها جيش عرمرم على حد قوله اما الجوانب المالية فان العراق لا يستطيع وفق قوله ان يقدمها نظراً لوضعه الحالي وأضاف علينا ان ندرك جميعا بان السعودية تنفذ مخطط يغطي جميع عموم الشرق الاوسط بتأجيج الأوضاع الطائفية ضد كل ما هو شيعي وقد شاهدنا ذلك في كل من البحرين وشرق السعودية وما يجري الان في سوريا وقيامها بمد العناصر التخريبية في العراق ولحد الان بالمال والسلاح وقد رد السيد حامد المطلك بقوله بان التوجه الطائفي هو ليس من السعودية وايران على حد قوله وانما يجري ضمن مخطط مدروس وبعيد المدى يراد تطبيقه في هذه المنطقة بتأجيج النزاع الطائفي ليسهل على الغرب سيطرته عليها ومع بدء الاضطرابات في سوريا نشرت جميع وكالات الانباء بان الولايات المتحدة قامت بزج عناصر من القاعدة والسلفيين التكفيريين الى داخل الاراضي السورية وقرأ السيد حامد المطلك آية من القرآن الكريم تحرم قتل أي انسان وليس المسلم فقط وقال نحن نرى المجازر الان لا يمكن ان يرتكبها الانسان المسلم مؤمن بالله وبالتالي ان خلفيات هذه العناصر خلفيات مشبوهه على حد قوله وفي سؤال من السيد سعدون جابر الذي يدير الحوار موجه للسيد حامد المطلك عما اذا كانت تصريحات وزير الخارجية العراقي السيد الزيباري بان الحكومة السورية تقوم بقمع المعارضين وبأنه ليس محايداً أتجاه ذلك وهل مثل هذا التصريح يكفي لتحديد موقف العراق مما يدور في سوريا اجاب ان على العراق كدولة ان تقف موقفا صريحا من استعمال السلاح الثقيل والطائرات في ذلك البلد وادانة ذلك ولم يفرق السيد حامد المطلك بين قوات نظامية سورية تقوم بتطبيقات في الموانئ السورية وحولها بنتيجة التوتر الحاصل مع تركيا على اثر اسقاط الطائرة التجسسية التركية في المياه الاقليمية السورية كما لم يلتفت السيد المطلك الى نوع الدعم الذي تتلقاه العناصر المسلحة في سوريا من مال وسلاح واجهزة لديمومة عمل التخريب واذا كان السيد حامد المطلك يقر على ان هناك خطة وضعها الغرب لتأجيج الخلاف الطائفي بين ابناء هذه المنطقة كما يقر بان الولايات المتحدة زجت بعناصر من القاعدة والتخريبيين ليقوموا بعمليات التخريب في ذلك البلد فكيف يستقيم جوابه بمطالبة الحكومة العراقية بادانة النظام السياسي في سوريا لقمعه شعبه كما يقول وقد اجاب السيد عبد الاله النصراوي ممثل الحركة الاشتراكية العربية بقوله علينا ان نعلم ان المنطقة بكاملها مستهدفة تماما بتغيير خارطتها لصالح اسرائيل والمصالح الغربية وإن هذا المخطط ينفذه وبشكل دقيق كل من السعودية وقطر كما ذكرنا مضيفا على ان المعارضين السوريين الذين ينادون بالديمقراطية، ماذا تزودهم قطر من هذه الديمقراطية حيث نظامها شبه قبلي ولم تحدد فيه السلطات ولم يصدر له دستور فإذن المسالة لا تخرج عن كونها تهيئة صدام مسلح يستند الى تأجيج طائفي اشاعه الغرب واوكل الى كل من السعودية وقطر تنفيذه وقد تناقلت الانباء صباح يوم ١٢/٧/٢٠١٢ بان السفير السوري في بغداد قد انشق عن الحكومة السورية وصرح يوم ١٣/٧/٢٠١٢ في الولايات المتحدة السيد الزيباري وزير الخارجية العراقي بان ذلك السفير توجه الى قطر وقد قال ممثل المعارضة السورية بان هذا الشخص والذي يلقب (بالفارس) متهم بعمليات قمع في (حماة) فإذن نحن ندرك مقدار الثمن المدفوع من قبل قطر وهي الممثلة لاسرائيل في المنطقة والتي تستقطب من يأذون الشعوب العربية كالهاشمي والفارس وسواهما حيث تنفذ إمارة قطر كل ما يطلب منها من قبل اسرائيل وكانت متخفية فيما مضى تحت عباءة الجامعة العربية التي اضحت هي الاخرى عبارة عن تابع للولايات المتحدة والسعودية وما يلمسه المتتبع من مضمون الاسئلة التي وجهها من يدير الحوار السيد سعدون جابر ضمد كان يرغب ذلك المحاور استلال اجوبة محددة من اولئك المحاورين تتضمن ما سيدفعه العراق من ثمن على حد قوله ببقائه تحت العباءة الإيرانية ودعمه للحكومة السورية وقد اتفق جميع المحاورين بأجوبتهم تقريبا بان العراق لم يتورط بدعم مباشر الى سوريا وانها ليس بحاجة لذلك الدعم اما منع تدفق الاسلحة باتجاه سوريا فهذا امر يتعلق بضبط حدوده كما انه التزام دولي بين دولتين متجاورتين وقد تضمنت أجوبة المحاورين أيضاً بان العراق لم يعد واقعاً تحت تأثير أي دولة مجاورة له سواء ايران أوغيرها وأنه ينحى منحاً استقلالياً.