تزخر فضائياتنا الجميلة ببرامج رمضانية لطيفة وممتعة، لكنني خلال الايام القليلة الماضية لم اتابع الكثير منها بسبب انشغالي بالامور البيتية تارة ( سحب الماء او اصلاح واير السحب ) او انشغالي بقالوني المتهيج تارة اخرى، وشاءت الصدفة انني تابعت حلقتين غير متتاليتين من برنامج "سحور سياسي" الذي تعرضه قناة البغدادية، الاولى كانت مع السيد حسن العلوي الكاتب المعروف والاخرى مع السيد عمر حسين قادر رئيس حزب الحمير، في حقيقة الامر استمتعت كثيرا بمشاهدتي هاتين الحلقتين وشدني جدا التزام الضيفان بمبادئهما وقيمهما الذان تربيا عليهما، فالعلوي كان ملتزما جدا بتناقضاته وقفزه على الامور والتركيز على (الانا) المسيطرة على مفردات لغته الجميلة المنمقة.
تحدث العلوي كثيرا عن نفسه ودافع عنها دفاعا فاق هجوم مقدم البرامج، حتى انه انتصر عليه بالحق وبالباطل ما اضطر الاخ مقدم البرنامج الى الرضوخ امام هذا الكم الهائل من التباهي بالنفس وحب الذات وتأليهها، مالفت انتباهي حديث العلوي عن المجلس الاعلى وعن تاريخه الجهادي ومقارعته النظام البائد، واعتقد ان العلوي نسي بعد ان اعجبه انقياد مقدم البرنامج التام له انه تربى في احضان الطاغية صدام وكان الرجل القريب جدا من الرئيس والقائد الضرورة, في الوقت الذي كان المجلس الاعلى يقارع النظام ويعارض وجوده، لم يكن العلوي مقنعا حتى لنفسه فقد بان عليه التخبط والتلعثم وكأنه طالب في الابتدائية لم يحضر درسه جيدا، في السحور الثاني كان الرجل ملتزما جدا بما دعا له ولم تحسب عليه اية فلتة او تناقض في المواقف او تباين في الاجوبة، بل على العكس كان يجيب بثقة ويدافع عن فكرته بقوة واقناع، في ننهاية المطاف ايقنت ان بين السحورين فرق كبير وتاكدت ان سحور الحمير كان اكثر متعة ومشاهدة من سحور العلوي وان العبرة ليست بالاسماء الكبيرة والصيت الذي يسبقها وانما العبرة الحقيقية بخواتيم الامور ونهاياتها .