واليوم يواجه العراق تدفق اعداد كبيرة من السوريين الفارين من نيران الحرب بين الجيش السوري النظامي وما يسمى بالجيش السوري الحر، فضلا عن العراقيين الذين كانوا مقيمين في سوريا ووجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها اهدافا للجماعات الارهابية التكفيرية, وظاهر الامر يوحي بأن السوريين الفارين يبحثون عن ملاذات امنية سواء في العراق او الاردن او تركيا او لبنان وهذا امر طبيعي ومتوقع وتحتم المعايير والاعتبارات الانسانية مساعدتهم واسنادهم الى ان يتجاوزا محنتهم، ولكن السؤال هنا هو الا يوجد بين هؤلاء النازحين الفارين من السوريين والعراقيين عناصر ارهابية اجرامية، اما ان مجيئها مع حشود النازحين مخطط له او انها يمكن ان تجد في وقت لاحق من يحتظنها ويأويها ويجندها عبر وسائل الترغيب بالاساس والترهيب بالدرجة الثانية، ومن خلال استغلال العامل الطائفي بطريقة سلبية مشوهة.
عندما تعرض الارهابيون في العراق الى ضربات قاصمة غادر بعضهم او الكثير منهم العراق الى دول اخرى ليستأنفوا اعمالهم الارهابية هناك، واليوم عندما يتعرضون لضربات قاصمة قد تكون اشد واعنف في سوريا فأنهم من الطبيعي ان يفروا الى حيث يستطيعون النجاة، وحيث يجدون الظروف الملائمة ليواصلوا نهجهم الاجرامي الدموي وخصوصا حينما يكون من هو على استعداد لاحتظانهم وتوفير مختلف وسائل المساعدة والدعم والمساندة لهم، ليستخدمهم بالتالي كأداة لتأجيج الفتن الطائفية ولضرب الخصوم وصب الزيت على النار لاثارة فتن اخرى بعدما هدأت الساحة العراقية قليلا بعد موجة الارهاب الدموي في الاعوام ٢٠٠٥ و ٢٠٠٦ و ٢٠٠٧.
الحكومة هي الطرف الذي يتحمل المسؤولية الاكبر لاتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع دخول الارهابيين الى العراق تحت غطاء النزوح والفرار من العمليات العسكرية في سوريا.
محمد التميمي-البصرة