اليوم وقد دارت الدوائر وحصل ما حصل في سوريا الملاذ الامن لفلول البعث اللاجئ، وهذه بديهية اخرى لست من تقصاها ولكن يعرفها كل من ذهب الى سوريا لزيارة السيدة زينب عليها السلام او للتبضع او للاستجمام ، وعلى مدى السنوات التسع المنصرمة حدثت اشياء كثيرة لهؤلاء اللاجئين العراقيين لدى الشقيقة سوريا التي فتحت بابها للارهابيين على مصراعيه وايضا فتحت ابوابها لمن يريد ان يفلت بجلده من بطش الشيعة المنتقمين الباحثين عن الثأر ممن كانوا مسلطين على رقابهم، البعض من هؤلاء تاب الى ربه واستغفره وعاش عيشة سعيدة ولم يكن بيده حيلة سوى العمل لتوفير لقمة العيش في الغربة فلا خيار له سوى ذلك، والبعض الاخر قدم على لجوء في احدى الدول الاوربية و(فلت بريشاته ) بعد ان بصق بصقتان احداهما على تاريخه الاسود المليء بالظلم والقمع لابناء جلدته، والاخرى على ملاذه الامن ارض الشام التي ذاق فيها الامرين وايضا هو الان بعيد عن تهديدات المنتقمين وعن اجواء الغربة السورية وعن كونه قريب من بلده ولا يستطيع ان يدخله.
بعض اخر وهو ما يجب الالتفات الى خطورته وهو البعثيين الذين استغلوا فرصة تواجدهم في بيئة بعثية واجروا اتصالاتهم واعادوا تنظيم انفسهم على امل اعادة البعث الى الحياة تحت قيادة عزت الدوري ويونس الاحمد الرفيقان اللذان لم يكفرا بالبعث طرفة عين، هؤلاء الان مطلوبين لاحدى جهتين موجودة في سوريا فأما يكونوا شيعة وفي هذه الحال هم مطلوبون حتما الى لسرايا الجيش الحر المزركش بعناصر القاعدة والتكفيريين الذين يقتلون الشيعي حيثما ثقفوه، واما يكونوا بعثيين سنة وفي هذه الحالة فهم مطلوبين للعلويين او للشبيحة باعتبارهم مناصرين للجيش الحر او قريبين منه، بالتالي فان القرار الحكيم الذي سيتخذه هذا البعض الاخير هو الدخول الى العراق عبر المنافذ المفتوحة للنازحين واعادة تنظيم شتاتهم داخل الاراضي العراقية على امل توفير الدعم اللوجستي من فلول القاعدة التي ستتجه الى العراق بعد القضاء على بشار الاسد او حتى قبل ذلك في حال تم الاتصال مع خلاياهم النائمة داخل العراق .
العراقيين الموجودين في سوريا هم ابناء هذا الوطن شئنا ام ابينا وعملية اخلائهم واستقبالهم داخل الاراضي العراقية من واجب الدولة ولكن الحذر كل الحذر من تغلغل الارهاب البعثي التكفيري اثناء هذه العملية .