القاعدة كما يعلم الجميع تيار سلفي متطرف يكفر كل من هو ليس سلفيا وكل من اختلف معه في الفكر او المنهج او الدين، وقد يظن البعض ان اخواننا السنة في العراق او في اي بلد اسلامي آخر هم بمأمن من بطش هذه العصابة، وقد يعتقد اخر ان الشيعة هم فقط من تستهدفهم القاعدة، وهذا خطأ فادح، فما جرى في العراق خير دليل على ان هذه المجاميع الموبوءة قتلت من العرب السنة في العراق مقتلة عظيمة ايام سيطرة القاعدة على مناطق سنية كثيرة في العراق كالاعظمية والفلوجة والدورة وغيرها، وكيف ان ابناء العراق الغيارى من السنة تصدوا لها وطردوها من مناطقهم بعد ان تبين لهم "الرشد من الغي" واتضحت لهم الحقيقة شاخصة بان هذا التنظيم الارهابي بعيد كل البعد عن الاسلام والسلام والاستقرار، وان جل اهداف هؤلاء المرتزقة هي السيطرة على زمام الامور بقوة السلاح وبفتاوى الارهاب التي يطلقها أئمة الكفر والظلال.
لذا فان الوقوف الى جانب دعاة الثورة في سوريا انما هو في حقيقة الامر وقوف مع القاعدة ضد بشار الاسد، ووفق قاعدة افضل السيئين واهون الشرين فان نظام الاسد على علاّته هو اهون بكثير من القاعدة والتيار السلفي ان استوت له الامور وتسلط على رقاب الناس في سوريا.
ومن الامور الاخرى التي دعت العراق لاتخاذ موقفه المتحفظ من الاوضاع في سوريا هو الدفع باتجاه التصعيد مع العراق حتى قبل ان تسقط الحكومة السورية واعطاء مبررات وذرائع بخطوات استباقية لتحشيد الراي العام العربي السني ضد العراق بدعوى اشتراك الشيعة في قمع الثورة السورية وقتل المتظاهرين، وهذا الامر اعطى انطباعا سلبيا لدى الحكومة العراقية من التغيير في سوريا وجعل خياراتها قليلة ومحدودة من القضية السورية.