وللاسف الشديد تم كشف النقاب اخيرا عن خيانة عظمى للبلاد وتاريخها وروح التعايش فيها حتى صارت الدولة العراقية في نظر البعض مشروعا لبناء الطوائف وتعزيز حالة التخندق على حساب الوطن والشعب وصارت تبريرات بعض من وضعوا في سدة القيادة عبر ما يعرف بعملية المحاصصة سيوفا مسلطة على بعض المكونات, واجزم ان قضية الطيارين المتدربين على طائرات الf١٦ لم تكن الا قضية بسيطة جدا كشفت بشكل عابر في خضم حالة الصراع والتصعيد التي تمر بالبلاد كما كشفت عن مدى المظلومية التأريخية للطائفة الشيعية التي لازالت تعامل باستهانة واستضعاف من قبل هولاء حتى اني عشت تفاصيل بعض القضايا التي عومل بها بعض الضباط بدونية مفرطة من قبل ضباط اعلى رتبة ينتمون الى نفس الطائفة لكن الفرق ان هولاء تربوا في مدرسة البعث المقيتة وحقا لا اعلم من سيجيب عن سؤالي الذي بقي بلا اجابة طوال عمر حكومة السيد نوري المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة, فمختار زمانه الذي يهتف الكثيرون بحياته لم يحرك ساكنا في وقت يثقف انصاره, ان المدافع الصلب عن المذهب والاكثر حماسة في اعادة واسترجاع الحقوق المغصوبة والمنهوبة والمعطلة,.
فلماذا تمرر مثل هذه الصفقات البغيضة جهارا نهارا ولماذا يعامل ابناء الطائفة الشيعية صاحبة التضحيات والدماء الغزيرة التي سالت بلا ذنب قبل وبعد التغيير بمثل هذه الطريقة من عدم الاحترام, ورغم ثقتي بأن وزارة الدفاع الامريكية لاتحبذ تدريب الطيارين الشيعة الا اني استبعد ان يكون لها يد في منعهم من الوصول الى اراضيها والانخراط في التدريبات لان القضية من اختصاص حكومة بغداد, وهنا اطرح سؤالي على السيد القائد العام للقوات المسلحة ومستشاريه (النايمين بالعسل) اين القوة والصرامة والادارة الحكيمة والراشدة لملف القوات المسلحة وكيف تتم مثل هكذا امور في مثل هذا الوقت ولماذا يبعد الطيارين الشيعة دون علم وتنسيق مع مكتب القائد العام للقوات المسلحة واين المستشارين؟؟؟.
ان التقصير الواضح لايحسب على مكتب المالكي وحده كما انه لاينفي تامر قائد القوة الجوية الكردي الاصل كما انه لايبرىء بعض قادة سلاح الجو العراقي الاخرين من المكونات الاخرى من السنة تحديدا كونهم جميعا ياتمرون بامر بعض السياسيين من كتل بعينها مما يدل على ان الولاء الاكبر لم يعد للوطن بالصورة التي يرجوها المواطن وهذا مؤشر خطير للغاية في ظل الاوضاع التي تعيشها المنطقة والمطلوب هو الولاء للوطن كما نقرا على الحواجز وفي نقاط التفتيش, لذا لابد من احقاق الحق واعادة الامور الى نصابها لاننا لانثق بأمثال هولاء كما يعلنون هم بانهم لايثقون ببعض القيادات الشيعية وهذا ليس مدعى فكثيرا ما يطالعنا نواب القائمة العراقية وبعض الكرد بمثل هذه التصريحات عبر اجراءات لمكتب القائد العام للقوات المسلحة منها الاطلاع على قوائم بأسماء الطيارين العراقيين المتدربين على طائرات [F١٦] الذين ارسلتهم قيادة القوة الجوية للتأكد من تحقق توازن مكونات الشعب فيها, ومن ثم عرض هذه القوائم على لجنة الامن والدفاع البرلمانية للغرض ذاته وبما أكد عليه الدستور بضروة تحقيق التوازن في مؤسسات الدولة والا فأن صفقة مشبوهة من هذه الطائرات ينبغي التريث فيها لحين كشف الحقيقة وتحقيق التوازن كما طالب بذلك التحالف الوطني ونرى هذا المطلب محقا كونه يهضم حق الاغلبية المسلوبة الحقوق بينما تلعب قيادات المكونات الاخرى (شاطي باطي) في ظل غياب الرؤية الحقيقية وغياب التوافق والوئام الوطني الذي يطالب به الشعب العراقي ..