مانعرفه هو ان السيد الدباغ الذي يحمل لقب دكتور ، ولانعرف الدكتوراة التي يحملها بأي اختصاص ومن اي جامعة حصل عليها.. ومانعرفه هو ان السيد الدباغ في مرحلة المعارضة كان يطرح نفسه خبيرا ومتخصصا بشؤون المرجعية ويوحي دائما بأنه قريب من اوساط المرجعية الدينية في النجف الاشرف، بل واكثر من ذلك يتحدث في بعض الاحيان وكأنه ناطقا رسميا بأسمها.
د وبعد سقوط نظام صدام وبروز حمى التنافس الشريف وغير الشريف على المناصب والامتيازات والمغريات لم يعد السيد علي الدباغ يطرح نفسه كخبير او متخصص بشؤون المرجعية او قريبا منها ، لانه ربما بحسب تقديراته لاتفيد مثل هذه العناوين ولاتساعده في ان يحصل على موقع يرضي طموحاته وتطلعاته.
وحاله حال غيره جرب ان يكون زعيما سياسيا وفشل، وجرب ان يصبح شخصية سياسية لها ثقلها وحضورها وفشل، وفي نهاية المطاف ارتضى ان يكون تابعا لمن هو على رأس السلطة من اجل ان يضمن موقعا يتيح له البقاء تحت الاضواء والتمتع بألامتيازات, وهكذا اصبح ناطقا رسميا للحكومة، يتحدث في كل شيء وينظر لكل شيء ويخوض فيما يعرف وفيما لايعرف ، ومثلما يقولون بالمثل الشعبي الدارج(حمص بكل كدر ينبص)!! فهو يتحدث عن الارهاب وعن الاقتصاد وعن الثقافة وعن كل شيء مايخطر على البال وما لايخطر ولذلك فأنه ليس غريبا ان يطرح نظريته الاقتصادية الفذة التي توصل اليها بعد جهد جهيد والقائلة بعدم تأثر الاقتصاد العراقي بكثرة العطل الرسمية وغير الرسمية.
وهنا اذا اردنا ان نسلم بما قاله السيد الدباغ فهذا معناه ان الدولة العراقية غير منتجة، وهي استهلاكية بكل معنى الكلمة، وهذا الامر ان صح فهو يمثل ادانة كبرى للحكومة التي لم تنجح في النهوض بالواقع الاقتصادي للبلد، حيث انها لم تستطع تحريك عجلة الانتاج بصورة حقيقية رغم توفر الاموال وتوفر الفرص الاستثمارية وتوفر الايادي العاملة والخبرات والتخصصات المختلفة والتجارب الطويلة.
اما اذا لم يكن كلام السيد الدباغ صحيحا ودقيقا، فعندذاك نسأله, كيف توصلت الى ماقلته، وهل ذلك رأي شخصي ام هو رأي رسمي حكومي كلفت بطرحه وتسويقه للرأي العام؟.
والله شيء عجيب وغريب ان يفتخر الناطق الرسمي بأسم الحكومة بحالة العطل (الخراب) في بلده، وبدلا من ان يتحدث عن خطط ومشاريع وتصورات وافكار للتثقيف على الجد والاجتهاد والتطور والنهوض ومحاربة الكسل والاتكالية والسلبية ، يطمئن الناس بأن العطل الكثيرة لاتؤثر على اقتصاد البلد, ربما العطل تفيد السيد الدباغ شخصيا لانه يحتاج اليها حيث يعمل ليلا ونهارا ويتعب كثيرا من اجل الوطن والشعب!!!.