وبعد الانتفاضة الشعبانية الظافرة انهال صدام على الميسانيين باقذع الشتائم وافحش السباب في مقالات نشرتها جريدة الثورة تحت عنوان : لماذا حصل الذي حصل ؟!.
حتى انه طعن في اصولهم وعشائرهم ونسبهم الى متشردين هنود جلبهم محمد بن القاسم واستخدمهم عبيدا فهم يتوارثون الذل ولايلتزمون باصول ولاشرف !.وظلت جريدة الثورة تنشر تلك المقالات العفنة عدة ايام وربما اسابيع .
وفوق بؤسها وحرمانها المتوارث زادها ظلم صدام وحقده شقاءاوقتلا ويتما وترميلا ورعبا .
ومع انها تطفو على بحيرة من النفط ، ومع انها تخفي انفس المعادن في باطن ارضها الطيبة ، ومع انها ذاكرة العراق السومرية الخالدة ، ومع انها تحتضن اوسع الاهوار ..مأوى الطيور المهاجرة وحوض الثروة السمكية وغابات قصب السكر .. مع كل هذا وغيره فهي لاتجد مايسد رمقها ، بائسة العمران .. متردية الصحة .. متخلفة التعليم .. خالية من المشاريع .
شبابها عاطلون ، وصغارها اميون ، وشيوخها موجوعون .
ازمات سكن ، وصحة ،وتعليم ، وبطالة .
استبشرت خيرا بعملية التغيير وظنت انها اول المستفيدين لحجم ما قدمته من تضحيات على طريق تحرير العراق، لكنها فوجئت بالمفسدين والانتهازيين يستولون على مقدراتها وينسون شهداءها ويتاماهى واراملها وفقرها وحرمانها.
وهاهو سليل المرجعية الحكيمية ينتخي لمظلومية ميسان مطالبا بتأهيلها، وتخصيص نسبة عادلة من انتاجها لأعادة اعمارها واقامة المشاريع الحيوية والخدمية التي تليق بكرامة وتضحيات اهلها ، ورفع نسبة ابنائها في الوظائف، واقامة المشاريع الصحية ورعاية الارامل والايتام والمعوزين ،وتخصيص رواتب للعاطلين عن العمل .
ليس امام الميسانيين الاّ مساندة هذه الدعوة الصادقة والوقوف بحزم مع السيد عمار من اجل تنفيذها . والاصرار على انجاز المبادرة قبل ان يلتف على تمييعها المغرضون مثلما التفوا على مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية وميعوه بسكوت ابنائها الذين سبق وان اضاعوا فرصة جعلها اقليما قبل ذلك !!.