يدرك الجميع ان النتائج الرياضية التي تحققها البلدان في ميادين الرياضة المختلفة لا تنتج من فراغ بل هي متاتية من جهد وتخطيط استراتيجي تم الاعداد له منذ وقت عادة ما يكون ليس بالقليل لتحقيق الغايات المنشودة من ذلك التخطيط مع توفر فرضية مفروغ منها وهي وجود البنى التحتية ومنشات رياضية ورجال مخلصين لتحقيق مصلحة عامة متجاوزة (الانا) والمصالح الشخصية ! الحديث اليوم يدور في الشارع الرياضي حول تواضع اداء منتخبنا الوطني بكرة القدم الذي نزف نقاطا مهمة امام نظيره الاردني والعماني صعبت من مهمته للوصول لبلاد (السامبا)، وجعلت الجماهير خائفة متوجسة من قوادم الايام وما يخبئه لقاء المنتخبين الياباني والاسترالي، ولعل حديث المختصين من اهل الرياضة سيما الوسط الاعلامي بجميع صنوفه يثير الاستغراب احيانا سيما ما يتعلق بالقاء اللوم على المدير الفني للمنتخب زيكو واتهامه بالوقوف وراء النتائج المخيبة الاخيرة وبذلك يفقد الاعلام الرياضي احد عناصره المهمة الا وهو عنصر الموضوعية لان شماعة زيكو او غيره ممن تعاقبوا على تدريب الاسود ما عادت وجبة سريعة الهضم من قبل الجماهير الكروية وقد تشير باصبع الاتهام للاعلام الرياضي! نعم ان النتائج السلبية تتطلب التاشير المقرون بقراءة الاسباب وليس النتائج فقط فعّلة الوصول لها مقدمات، لذلك على الاعلام الرياضي ان لا يخطا الرمية ويمرق عن الهدف فالمسؤول هو الاتحاد وليس المدرب فالمدربون لا يملكون عصا موسى(ع) لقلب الوقائع بل اتحاد القدم الذي يصر على السير بنهج الحلول الترقيعية دون تقديم خطط استراتيجية واقعية تستطيع ان تنتشل كرة القدم العراقية من العشوائية التي تضرب اطنابها منذ سنين. ومن هنا فاننا لا يمكن ان نطالب بنتائج ايجابية في ظل المعطيات الحالية وحالة الجدب التي تمر بها كرة القدم العراقية من عدم وجود ملاعب صالحة للعب ودوري بائس بكل مقاييس الزمان وتصحر في مواهب المدربين العراقيين بسبب فشل الاتحاد في تطوير قابلية المدربين باشراكهم في دورات تطويرية بالمدارس الكروية العالمية ، ما نتج عنه فقر في مواهب اللاعبين المحليين وبالتالي عزوف مدربي المنتخبات في التفكير بالاستفادة الجدية باللاعب المحلي !حقيقة حال كرتنا الحالية تتطلب ثورة تغييريه تعيد رسم خارطة الكرة العراقية واول غيث التغيير هو مطالبة الاعلام الصادقة التي لا تليّنها الصفقات! الاتحاد الحالي بتقديم استقالة جماعية ومنحهم اجازة مؤقتة عبر عدم السماح بترشيح شخصيات بقايا الاتحاد ما قبل التغيير الابعد مرور دورة انتخابية والبدء بالتهيئة لانتخابات جديدة يكتب بنودها رجال متخصصين مخلصين يحظون بشرعية الشارع الرياضي نفتح بها صفحة بيضاء في سجل الكرة العراقية نمحو من خلالها ما لحقها من ظلم وحيف على مدى فجر التغيير العراقي قصدا وجهلا!