ولا اريد ان اكون مصريا اكثر من المصريين الا انني كعراقي كنت ضحية وكبش فداء لهذه السياسية واحد ابناء هذه الفترة ولي مشاهدات مع ملايين المصريين الذين اجتاحوا بلادي ابان حرب الثمان سنوات والتي زج في محرقتها ملايين ابناء بلادي وخيرة شبابه فيما كان المصري معزز مكرم وبغض النظر عن الغاية الاساسية من وراء استبدال الشهداء والمغدورين بالمصريين وبعيدا عن السياسة ودهاليزها والمؤامرات وكواليسها استقبلنا هم كاخوة والبعض كصهر واخرين عاشوا كاسياد ومنهم من بقى والاخر رحل الا ان الجميع لازال يتغنى بالعراق والعراقيين وكرمهم وطيبتهم و يستذكر الحفاوة والاخوة والشهامة في احلك الظروف.
فمن حقي ان اتكلم عن ماساة المصري بصفتها تؤم لماساتي ولاتختلف عن معاناتي سوى في العنوان اما التفاصيل فتكاد تكون نسخة كاربونية فالبوليس ومباحث امن الدولة والجيش والتجنيد الالزامي والتسلط من قبل العسكر والافقار والبؤس وانعدام الحريات والتمجيد بصنم والنظر الى نعم الغير وبذخ الاخرين وروح البغضاء تجاه الشعوب الاخرى كالشعوب الخليجية وامل الهجرة من البلاد باي طريقة كانت سجن كبير لايخلص منه سوى عبور الحدود وان لاترى حاضر يافندم ونعم سيدي.
واليوم مضى حسني الخفيف ومن المفترض انه زالت تلك المعاناة وعلى من خلفه يعمل على تعويض هذا الشعب من كل تلك السنين العجاف وان يجلب الخير ويعمل على اسعاد الفقراء وانصافهم وعكس الصورة السلبية والنظرة السوداوية لابناء الشعب المصري تجاه المستقبل فعلى الريس مرسي ان لايكون اخوانيا بالمصريا وان لايكرر اخطاء سلفه وان لايسير بنفس الاتجاه من الارتباط بمنظومة لم تاتي لمصر وشعبها غير الذل والهوان, الا ان ما يحدث اليوم لايبشر بخير للمصريين فلم يتغير شيء لا على مستوى السياسة الاقتصادية ولا على مستوى الرعاية الاجتماعية ولا على مستوى السياسة والتي اغرقت مصر بها سابقا ودخولها كرأس حربة في مفاوضات الاذلال مع اسرائيل وربط مصيرها باتفاقية كامب ديفيد ولازالت غارقة تائهة في تبعات تلك السياسة.
و مع سياسة الريس مرسي والذي تحول سريعا للعب نفس اللعبة والسير على نفس الطرق الذي اجبرت وجبلت عليه مصر وشعبها فبين أخونة مصر والذهاب بها نحو عداء الاخرين وتوريطها اكثر في الديون نرى مرسي يدخل مصر في اتون المعمعة الطائفية وهو يتحدث بالنيابة عن السعودية وقطر في ملف سوريا والتخويف من المد الشيعي وتكريس المصريين باتجاه ايران وحزب الله والمقاومة كما فعل قبله حسني مبارك, مبادرة مرسي في الشأن السوري والتي يجزم المراقبين بانها ولدت ميته اضافة الى خطابه في قمة دول عدم الانحياز والتي راحت وابتعدت في ملفات التاريخ والتفتيش في اوراق الماضي والاصطفاف في جهة اراد المصريون الابتعاد عنها في زمن ما بعد العسكرة كما املوا ان يزهر ربيعهم سريعا لكن مرسي زرعها شوك بخفته وعجلته واختصاره الطرق والارتماء باحضان الزعامات الافتراضية وهو يأمل ان تتعملق الجمهورية الاخوانية المصرية العربية امام الزعامة الافتراضية والكلاسيكية لقطر والسعودية الزعامة الاردوكانية بمواجهة العدو المصطنع والمد الشيعي والتخويف منه بمناسبة وبغير مناسبة ومن ايران وخطرها ليبقي على عزلة مصر ويزيد اوضاعها الداخلية تدهور وسوء وتحميلها بهموم خارجية واعباء وازار هي في غنى عنها ليكتسب لقب الريس مرسي الخفيف وبكل جدارة خفة في الاداء وقصر البصر وضيق الفكر وقصر النظر فمتى ترتاح الشعوب العربية ومتى تتحرر مصر وشعبها من قيود الماضي والذهاب الى المجهول .