ان ما يحصل على الساحة السياسية ومن التدخل السافر في شئون بعض الدول العربية مثل سورية وهي الدولة المستقلة ذات السيادة ليثير الدهشة سيما وان هذا التدخل من بعض الدول العربية لا يصب بخانة الحرص والمنفعة انما ادى ويؤدي لتدمير سوريا واراقة دماء شعبها ونحن لا نقف امام تطلعات الشعب السوري في التغيير انما ندعو الى التغيير الهاديء الخالي من اراقة الدماء والدمار كما حصل في مصر وليبيا وتونس اما ان تنساق دول عربية مشهود لها التخلف والاستبداد والديكتاتورية في الحكم الى ان ان تبذل الاموال الطائلة من اجل تسليح عناصر ارهابية من المتعصبين الوهابيين وحثالات القاعدة الاجرامية وباسم الاسلام هذا هو المستهجن في الامر، ولقد قامت دولة قطر الفاقدة للشرعية الدستورية كونها دولة يحكمها دكتاتور اتى لسدة الحكم بانقلاب عسكري دكتاتوري والسعودية والى جر تركيا باغراءات مالية لتنفيذ المخطط الصهيوني لضرب سوريا وتحطيم بنيتها الاقتصادية وبنيتها التحتية لاجل ان تستاسد دولة اسرائيل في المنطقة ، ومن السذاجة القول بأن التدخل الخليجي والتركي في سوريا ينطلق من مفهوم أخلاقي لحماية شعب يرزخ تحت قمع السلطة ويعاني الأضطهاد متعطش الى الحرية والكرامة، انما هذا التدخل كسابقاته التي دمرت دول عربية أخرى يحمل عنوان أسلامي في كثير من مضامينه اللفظية ودلالته العملية لتدوررحى ظلمه وبهتانه حول الأنسانية التي أصبحت أداة للقتل والتخريب وسلعة يتاجر بها العاقين من أغنياء النفط ، ولتعطي الشرعية في التدخل السافر بشؤون دولة مستقلة وشرعنة التجاوز على المواثيق والأعراف الدولية لتنتهك حرمات وسيادة هذه الدولة ويستباح دماء شعبها بنفس الطريقة التي جرت على العراق والعراقيين وبشعارات اسلامية ، بالرغم من كون الاسلام دين محبة وأخاء وسلام وكلنا يعلم ان الرحمة معنى أسلامي منبثق من القرآن وتعني الرأفة والشفقة والرقة في القلب والعفو والصفح ..الخ، أي ان هناك ألتزام أخلاقي على كل من ينتهج سلوك وعمل أسلامي أن يتصف بتلك المعاني الحميدة ويتحلى بصفاته النبيلة ليعطي أنطباع حسن وجميل وصورة باهرة زاهية الألوان عن الأسلام والمسلمين، فهل نجد هذه السمات في الاتراك والخليجيين الذين يدعون الأسلام والاسلام براء منهم يلبسون ثياب الغدر وبقلوب ملئها الحقد وببصيرة عمياء ليعيثوا في الأرض فساداً وقتلاً ودمارا، ويلبدوا سماء الأسلام بالغيوم السوداء والرعد والبرق ليشوه صورته أمام العالم كله، ليعطوا الذريعة والمبرر لمن يشاء للتنكيل بالأسلام ونعته بالأرهاب ناهيك عن المعاملات المشينة للمسلمين في بعض البلدان. في المقابل نرى دول غير أسلامية تعمل لإيقاف سفك دماء المسلمين فيما بينهم وتحاول إيجاد الحلول من خلال الجلوس الى طاولة الحوار للخروج من دوامة الأقتتال الدموي وإنقاذ البلاد من الخراب والدمارمثل الصين وروسيا ، وربما من يقول إن هذه الدول تتدخل من أجل مصالحها لا لسواد عيون المسلمين ونحن نقول مهما يكن فالمصالح المالية أقل ضرراً من زهق الأرواح وهو أهون وأقل وقعاً على النفوس من أن تمتد يد الأخوة الأعداء ليغدروا ببلاد اخوة لهم ويحرقوا الحرث والنسل، فأخلاق حكام الخليج مستسقاة من مفاهيم أستعلائية مفصولة عن القيم الإنسانية وبعقولٍ متكلسةٍ وأفكارٍ خاويةٍ تأثرت بصدأ ونوازع البداوة المقيتة، وبنفوس حاقدة تعاني النقص والضعف والوهن ، تعمل بضغينة لئيمة على هدم المجتمعات والتعايش المشترك بين الطوائف والإثنيات وتتلذذ بسفك دماء المسلمين وتمزيق بلادهم الى دويلات صغيرة كدولهم الخليجية، إن قطر والسعودية وقعتا في فخ مشروع صهيوني -غربي أكبر منهما بكثير وهما قد تورطا ولا يوجد مخرج لهما ولا يمكن التراجع في ظل الغطرسة العمياء والعناد المتعجرف والغرق في مستنقع العمالة وخدمة الصهيونية ، ولابد هنا ان نشير بوجوب التمييز والتمحيص من قبل الشعوب العربية وأن تصحو من نشوة التغيير وتعيد الحسابات وتقرأ الأحداث بوضوح ، والأنتباه لهذه المؤامرات والدسائس وعدم الأنجرار العاطفي حول الشعارات الخليجية الإسلامية في الظاهر والخبيثة في الباطن وإلا فأن القادم أسوء بألف مرة مما يجري الآن ، ولان فاقد اشيء لا يعطيه وان قطر والسعودية لا تمتلك الشرعية في التدخل لانها دول استبدادية ذات انظمة شمولية تحتاج هي الى التغيير .