اعترفت عصابات القاعدة انها شنت مذابح الابادة ضد الشعب العراقي قبل اربعة ايام ثأرا لطارق الهاشمي الذي صدر بحقه حكم الاعدام ، قرار اعدام لفظي لاقيمة له يجب ان يموت بسببه مئات المواطنين الذين لا علاقة لهم بالموضوع ، قرار اعدام لفظي لاقيمة له صدر في بغداد وهي متهمة بأنها رتبت سيناريو تهريب الهاشمي ، الهاشمي لا يعترف بالدولة العراقية ولا بالقضاء العراقي وقابل قرار الاعدام بالسخرية ، رئيس وزراء تركيا اوردغان مازال يستضيف الهاشمي وقد اعلن هو الآخر عدم اعترافه بالقضاء العراقي ورفض تسليمه للعراق ، اندماج واضح بين سياسة تركيا وبرنامج الارهاب ، مصادر سرية تقول ان انقرة استقبلت الهاشمي بطلب قطري مع مكافأة خليجية كبيرة جدا تصل الى مليارات الدولارات ... انقرة اعجبتها هذه اللعبة الاستثمارية ، فبدأت تخطط لتوسيع مشروعها المربح ، انقرة احتضنت الجيش الحر السوري ال
ذي تهيمن عليه العصابات التكفيرية ، فهي الآن تقاتل بتوجيه تركي وتتلقى التوجيه عبر مخيمات اللاجئين السوريين في الاراضي التركية والمعسكرات الحدودية ، طوفان النار الذي يضرمه التكفيريون في سوريا يقابله طوفان من الأموال يصب في جيب اوردغان ، وريث عرش الباب العالي يفكر باستثمار مماثل في العراق ، فقد تبدأ انقرة باعداد الاستاذ طارق الهاشمي لقيادة جيش عراقي حر يقاتل لاسقاط حكومة بغداد تكرارا للتجربة في سوريا ، فهو مدير لمشروعها العراقي ، وهي تفكر ايضا من باب الشطارة التجارية بالاستثمار في ايران بتشكيل جيش حر بلوشي احوازي تكفيري مشترك لادارة عمليات ارهابية في المدن الايرانية وهي نسخة ثالثة من الجيش السوري الحر ، انقرة تتعامل مع هذه المشاريع كما تتعامل مع فروع مطعم سياحي مربح ، وستكسب اموالا هائلة من تجارة الارهاب . فهي ترعى وتصدر نموذج (علم دار) في المنطقة. كل هذا السيناريو تعلم به الدولة العراقية ، وتعلم ما هو اخفى واخطر ولكن ليس لديها اي مبادرة لمواجهته ، قرار الاعدام الصوتي البائس مثل كلمة شتيمة يطلقها احمق بوجه خصمه ليتلقى منه عشرات اللكمات ويلوذ بالصمت ، دماء مئات الضحايا التي تدفقت في يوم واحد ردا على الاعدام الصوتي تجاهلتها الدولة ، وهي ارخص من دماء الخراف . اذا لم ترد الحكومة على جريمة المذبحة الجماعية الاخيرة فهي تؤسس لتداعيات جديدة أكثر اذلالا مثل انهيار قيمة القضاء العراقي ومصداقيته ، ترك عصابات القاعدة توسع ميدان القتل العشوائي الى الجنوب الذي كان آمنا ، الرضوخ لضربات المحور الخليجي التركي وهو موقف متخاذل والاول من نوعه في تأريخ العراق ، تشجيع قوى واحزاب عراقية على المزيد من القطيعة مع الحكومة والارتماء في احضان التحالف الاقليمي المعادي ، العراق جريح ينزف في غابة الشرق الاوسط التي كان وما زال البقاء فيها للاقوى ، بدل ان يكون العراق فيها فارسا اصبح فريسة ، ولو كان خصومه اسودا لما أسف لذلك ولكن المؤسف حقا ان الخصوم ثعالب عبر التأريخ .