شهدنا في الأيام الماضية العشرات من التفجيرات الإرهابية والتي طالت العديد من المحافظات العراقية وراح ضحيتها المئات بين شهيد وجريح في أحداث مروعة أخرى تضاف الى القائمة الطويلة من الأحداث الإرهابية والجرائم الكبيرة التي يدفع ضريبتها المواطن العراقي وكأنه كتب على العراقيين ان لا يعيشوا بأمان وفي كل يوم تتجدد هذه المصائب والمحن حينما تتقطع أشلاء الناس على قارعة الطريق ليسقط من يسقط بين شهيد وجريح ويبقى هؤلاء الجرحى في عناء ويبقى عوائل الشهداء والجرحى والأرامل والأيتام دون من يرعاهم ويقدم لهم ابسط الظروف الملائمة للعيش الكريم ، اننا نعيش هذا الالم نتيجة المحنة التي تمر على ابناء شعبنا وهذا الجرح النازف والدم البريء للعراقيين والذي يراق في كل يوم جراء هذه العمليات الارهابية والاجرامية ، اننا نقف وقفة شكر وتقدير للاجهزة الامنية والعسكرية وللضباط والمراتب الذين يقدمون الغالي والنفيس الذين يضحون بارواحهم من اجل الوطن والمواطن ، وما اكثر المخلصين وما اكثر الشرفاء والمضحين في المؤسسة الامنية والعسكرية الذين يقدمون الكثير من اجل ان يحفظوا امن البلد اننا نقدرهم ونشكر لهم كل هذه الجهود ونحرص دائما في تقدير هذه الجهود والتضحيات التي يقومون بها لان الحفاظ على الحالة المعنوية لهؤلاء الضباط والمراتب شرط اساس في الحفاظ على الوضع الامني وتطوره ، علينا ان لا نتنكر لتضحياتهم وعطاءاتهم الكبيرة في خدمة الوطن والمواطن ولكن علينا ايضا ان نعترف بهشاشة الوضع الامني في البلاد وان لا نستخف بقدرة الارهابيين على الحاق الضرر بابناء شعبنا وتحكمهم بثلاثي المكان والزمان والنوعية بعملياتهم الارهابية ، يجب ان نعترف بذلك ، الارهابي اليوم هو الذي يشخص ويقرر المكان والزمان وطريقة الاعتداء في أي مكان في أي محافظة يختارها ، هو الذي يحدد المكان والزمان وطبيعة العملية ، يجب ان نعترف بذلك ولا نستهين بقدرات الارهابيين حتى نستطيع ان نعالج هذه المشكلة ، ان علينا ان نفكر بجدية في وضع حد لهذا النزيف المستمر لدماء العراقيين البريئة ، ان بيانات الشجب والاستنكار ماعادت كافية وان التضامن مع أسر الشهداء والمجروحين والمصابين لم تعد تشفي الغليل والاستهانة بقدرات الارهابيين والتقليل من قيمتها وتغرير المواطنين لا يمثل اليوم المدخل الصحيح لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة في مجتمعنا وانما اصبحت سببا للتشكيك بصدقية الاجهزة الامنية التي تتحدث عن ان الارهابيين انتهوا ويلفظون انفاسهم الاخيرة ويعودوا اقوى ويلحقوا الضرر بالمواطنين العراقيين اليوم ، ان صدقية المؤسسة الامنية تكبر حينما تنظر للمشكلة بحجمها ولا تصدر او تقلل من قيمتها وتجعل المواطن يستمع الى تقييمات على الارض غير الذي يستمع اليه ، ان الجهات المعنية في المؤسسة المعنية مطالبة بتحديد استراتيجية امنية للتعاطي مع هذه التحديات ولابد من وضع خطط دقيقة على ضوء هذه الستراتيجية الامنية وتحديث وتجديد هذه الخطط بشكل مستمر بما يتناسب مع تطور الاوضاع الامنية في البلاد لاخذ زمام المبادرة من الارهابيين والتحول من حالة الاندفاع والانفعالات الى حالة الفعل والتاثير الذي يسلب من الارهابيين قدرتهم على المبادرة ويمكّن اجهزة الدولة والمؤسسات الامنية من اكتشاف هذه الشبكات والسيطرة عليها واستعادة الامن الكامل للبلاد وان ذلك يتطلب دعما استثنائيا وكبيرا للمؤسسة الاستخبارية في البلاد وهناك ضباط مخلصين واكفاء في المؤسسة الاستخبارية ولكنه يشكون عدم توفر ابسط مقومات عملهم فنحن ننفق انفاقات طائلة في مفاصل اخرى ونترك الجهد الاستخباري يعاني في ابسط مقومات الحركة وهذه هي النتائج الناتجة من ضعف في الجهد الاستخباري نتيجة قلة الامكانات .