لابد ايضا من تشخيص المسؤولين المقصرين عن مثل هذه الثغرات الامنية وتعريف الناس بهم وتحويلهم الى الجهات المختصة لينالوا جزاءهم ، ومابات الشارع العراقي يقبل ان تحصل تفجيرات كبيرة ثم تظهر نتائج التحقيقات ان هناك اربعة ضباط في هذه السيطرة هم المسؤولين ، الشعب العراقي اليوم يتطلع ليجد محاسبة لضباط كبار وضعوا خطط امنية فاشلة ادت الى هذه الاختراقات والى استهداف هذا العدد الكبير من المواطنين ، في أي بلد من البلدان أي مشكلة تحصل مهما كانت قصيرة وبسيطة اذا ثبت ان هناك تقصير الوزير يستقيل ، قبل قليل كنت اتابع نشرة خبرية كان يقول في مقتل السفير الامريكي في ليبيا اذا تبين هناك ضعف في امن السفارة او القنصلية في بنغازي ستفقد السيدة كلنتون فرصتها لتكون وزيرة خارجية امريكا في الدورة القادمة حتى لو فاز اوباما ، لماذا في العراق لا يتحمل المسؤولون الكبار أية مسؤولية تجاه هذه الامور ، تحصل تفجيرات كثيرة حتى لا تجد مسؤولا كبيرا يظهر على الشاشات ويوضح للناس ماذا جرى ولماذا جرى ويكتفون بشخصيات واصدار بيانات دون ان يظهروا ويوضحوا للناس وهذه ما باتت قضية معقولة لابناء شعبنا ، كما ان الشارع العراقي يحمل الطبقة السياسية جزء من مسؤولية هذه الخروقات الامنية لان صراعاتهم والانشغال بقضاياهم هو الذي يوجد ثغرة تدفع الارهابيين للقيام بهذه الاعمال ولذلك لا يعتقد السياسيون انهم بمعزل عن مساحة المسؤولية التي يراها الشارع العراقي تجاههم ، اننا نحذر من ان نجاح الارهابيين في هذه العمليات الاجرامية الواسعة التي تحصل في محافظات عدة قد تؤدي الى التمادي والتخطيط لعمليات نوعية تربك الوضع العام وتخلق حالة من البلبلة والفوضى بين المواطنين وتخاطر بمشروعنا السياسي ولابد من مراجعة سريعة للخطط الامنية واتخاذ الاجراءات الكفيلة للحد من مثل هذه الاحتمالات الخطيرة ، ان ذلك يدعونا الى الحيطة والحذر والاستعداد واليقظة لجميع ابناء شعبنا وللقيادات السياسية والاجهزة الامنية والمسؤولين والجميع على حد سواء ، فقد تجاوز الموضوع حد المعقول ولابد من وقفة حقيقية تضع الامور في نصابها الصحيح ولا مجال للمجاملات والتسامح بعد اليوم ، اننا نقول بوضوح وبعيدا عن المجاملات ان المسؤول الذي لا تهزه هذه التفجيرات ولا تدفعه لمضاعفة العمل للحد منها فهو شريك مع الارهابيين في هذه العمليات الاجرامية وان الضابط الذي لا تحركه هذه الاعمال الارهابية لاتخاذ الاجراءات الصحيحة فهو شريك مع الارهابيين في هذه الجرائم وان السياسي الذ لا تدعوه هذه الجرائم الكبيرة للارهابيين الى اعادة النظر في مساراته والنظر بواقعية لمصالح الناس وتقديمها على مصالحه الخاصة فهو شريك مع الارهابيين والمواطن الذي يجد حركات مشبوهة ولا يبلغ عنها وتحصل اختراقات فهو شريك ايضا مع هؤلاء الارهابيين ، الامن مسؤوليتنا جميعا والكل يجب ان يتحمل مسؤولياته من موقعه الخاص حتى نتمكن من السيطرة على الوضع الامني ووضع حد للدم المستمر .
اننا وكما اشرنا في خطبة العيد ونكررها الآن بان مشروع الامة في خطر ولا حل في مواجهة هذه الاخطار الا بوحدتنا وتماسكنا فلنجعل من تلاحمنا الوطني درعا حصينا ازاء أي استهداف يحاول النيل من كرامتنا ومكتسباتنا كما ادعو اخوتي واهلي في باقة الورد العراقية ، العراقيين بكل مكوناتهم وتلاوينهم وانتماءاتهم الى اليقظة والحذر المتزايد في هذه الظروف من أي مشروع يسعى لتهديد امن العراق ووحدته الوطنية ونقول للارهاب الاعمى بوضوح بان وحدة شعبنا وتلاحمنا ستحول دون مآربكم الدنيئة .