فما النقص الذي يعاني منه العراق رجال دولة وسياسيين ومفكرين كلا فنحن من اكثر دول العالم احزاب ورجال سياسة وفطاحل في العلوم المختلفة حتى بتنا نتفاخر في بعض الاحيان بالعالم الفلاني والطبيب الفلاني والسياسي الفلاني والفنان الفلاني وهو ينجز انجازات ويحصل على شهادات وينال اعجاب العالم مما يساهم في التطور الحضاري وخدمة الانسانية٠
ربما العلة في قلة المال والثروات وعدم صلاحية الارض وهذا لايحتاج كثيرا من العناء لنفيه, فالعراق بلد الرافدين وارض السواد ومنبع الخيرات وتنوعها منذ بداية البشرية والى اليوم وبعد اكتشاف البترول فهو يمتلك ثاني احتياطي نفطي عالمي ،وكذلك لو عددنا المشاكل والعقبات نجدها لاتصمد امام ما يمتلكه العراق من مؤهلات وما اكتسبه الشعب العراقي من خبرات وثقافات عبر مسيرته الطويلة والتي تمتد الى بدايات الانسانية.
وهنا لايمكنك الا ان تبحث في العلل الذاتية وهي اننا نعيش مشكلة ادارة وسوء تخطيط وتحديد اولويات بالاضافة الى سوء التنفيذ والتطبيق والا فحتى الغيبيات تؤهل العراق لان ياخذ دور اكبر وينال درجة اعلى في درجات الرقي والتطور لكن الحاصل عكس ذلك ٠
ولندع كل التاريخ ولنتجاوز كل المراحل التي مر بها هذا البلد ولنقف على فترة تاريخية وهي مابعد ٢٠٠٣مرحلة وان كنا لانستطيع ان نجردها ونخلصها من تبعات الماضي واسقاطاته ولايمكننا ان نخرجها عن الظروف المحيطة وتبعات الاحداث الخارجية الا اننا يمكن ان نتعامل معها بحيادية تارة او من باب اننا من اسباب تكوينها وانشائها وكنا عامل مهم من عوامل تكوينها من خلال الاليات التي رسخت لهذه الحالة وبقدرياتها وباختياراتها بهفواتها وبحسناتها الى ان نصل الى فترة الاربع سنوات الاخيرة من عمر هذه التجربة والتي شكلت فيها هذه الحكومة والتي يسعى رئسها من خلال مشروع البنية التحتي للخلاص من كل المشاكل ويروج بان هذه الخطوة هي المنقذ وصاحبة الفرج وبغض النظر عن ارهاصات تشكيلها والازمة التي بنيت عليها وصبحت سمة بارزة لها ولكل من تعاطى معها ونهج لكل اطرافها ولم يشذ الا فئة قليلة باتت تغرد خارج السرب ٠
واعيد القول انا ليس في اطار تحليل او تبرير او ادانة لكن ما يلفت انتباهي ما طرح في هذا المشروع او قانون البنى التحتية والدفع بالاجل والحديث عنه بالابعاد عن الميزانيات الانفجارية او وقعية ومهما يكن من نجاحاته فلا تخرج ان تكون انية وحلول ترقيعية وفقاعات في سماء الارث الكبير من المعاناة وبطبيعة التفكير والعقلية التي تدير البلاد فهل يعقل ان يكون احد الاسباب من اطلاق المشروع هو الحد من الفساد وهل يعقل ان يركز على نقطة بناء مدارس وبناء وحدات سكنية ومستشفيات وباعداد كبيرة مع العلم بان هذه الاعداد قد لاتشكل نسبة كبيرة من الحل لهذين القطاعات اضافة الى الطرق و٠٠٠٠, فهل يعقل ان تسطح المشكلة وتحصر بجلب شركات عالمية ونحن نسمع عن شركات عالمية وعملاقة في قطاع النفط وفوزها بجولات التراخيص المتعددة وقبلها في قطاع الكهرباء وما ادراك ما الكهرباء ولنستقرأ اكثر في هذا القانون
اولا: توقيته فهو ياتي في الوقت الضائع بالنسبة للحومة فما تبقى لها لايتناسب مع حجم وتوقيت ما طرح.
ثانيا: طريقة الطرح والتي جاءت ضبابية وكانها مقصودة بان تكون محاولة للاثارة وتغليب طرف على طرف او طرحت للتسقيط السياسي.
ثالثا: الحشد والتثقيف لهذا القانون لم يكن بالمستوى المطلوب فلم يطرح في اطار التحالف الوطني ولا حتى في اطار دولة القانون بل جاء ضيقا في شخص ومستشاري رئيس الوزراء ومن خلال استضافته في مجلس النواب مما يوحي بقصد هذه الخطوة واعتبارها نقطة قوة تحقق النقطة السابقة.
اخيرا فهنالك اسئلة كثيرة واستفسارات متعددة وجوانب غامضة ومخفية لهذا القانون يجعل منه خطوة يراد منها غير ما اعلن لها او طرقه وتوقيت وطبيعة وظروف المشروع والحكومة تجعل منه كذلك خاصة اذا ما علمنا بانه ليس المرة الاولى التي يطرح فيها المالكي هذا القانون او المشروع وبنفس الظروف وبنفس التوقيت حيث طرح في الدورة السابقة وفي ولايته الاولى !!!؟؟؟