الوضع العراقي الحالي غريب جدا ومريب في الوقت ذاته ، وهذا على العموم ليس راي شخصي ، وانما هو استنتاج ناجم عن مجموعة من الحقائق التي للاسف هي واقع عراقي يعرفه كل عراقي يتنفس الهواء، فالغرابة في الوضع العراقي متأتية من امنه الهش ومن اقتصاده (التعبان) ومن خدماته الخاوية ومن الفساد المستشري فيه ، ومن كل شيء يمكن ان نفكر فيه ، الجديد في الوضع العراقي انني وانت واي شخص آخر ، يستطيع الان ان يؤسس جيشا عرمرما ويطلق عليه اسما ما ، كأن يكون الجيش الحر مثلا، ويمكن ان يقوم بتفجير او تفجيرين ، حتى تنهال عليه طلبات الانضمام لهذا الجيش من الشمال الى الجنوب ، لايهم ماهي اهدافه ، وغير مهم ماذا سيفعل وماهي الخطوات اللاحقة ومتى واين ستكون العملية القادمة ، المهم انه جيش يقاتل في العراق ، والابشع من ذلك ان الدعم المالي واللوجستي سوف ياتي من كل مكان ، من قطر ربما او السعودية ممكن او الامارات او تركيا او أي بلد في العالم ، وهذا ماحدث فعلا ، فتأسيس الجيش العراقي الحر ليست اكذوبة ولا اشاعة ، وكيف تكون اكذوبة والبيئة المناسبة لتأسيس هذا الجيش موجودة ودرجة ملائمتها عالية جدا ، ربما هي الاعلى من بين كل دول العالم ، الغريب ايضا ان الحكومة العراقية تسمع وترى ، لكنــها غير مبالية او تدعي انها لا تبال بمثل هذه (الترهات) او انها لم تسمع بتأسيس مثل هذا الجيش فتكون ( المصيبة اعظم) . وبالنسبة للمريب في وضعنا الغريب ان كل هذه الامور تجري دون ان تكون هناك اجراءات حقيقية لردع المؤسسين والقائمين على هذه الجيوش والحركات ، فلا جهد استخباري فعال ولا عمليات استباقية ولا مداهمات لأوكار الارهاب ، استطاعت ان تحول دون تشكيل هذه المجاميع الارهابية او الوقوف بوجه عملياتها ، النتيجة التي وصلنا اليها بعد عشر سنوات من التحرر هي ان تشكيل جيش كامل بقضه وقضيضه داخل الاراضي العراقية اسهل بكثير من صنع (مرطبان ) من الدهن الحر .. فتخيل .