واخيرا عاد مام جلال الى ارض الوطن بعد رحلة علاجية طويلة نوعا ما ،وبعد ترقب لهذه العودة التي بنى البعض عليها الامال وعدها اخرون انه لايغير من الخلاف شيئا فالقضية اكبر مما يراه المراقبون ووصلت الى الحلقة المفقودة ، فالسيد جلال الطالباني بصفته رئيسا للجمهورية وكراعي للدستور يحتم عليه الوقوف بمسافة واحدة من جميع الاطراف وقد تخلى عن عباءته الحزبية وان لايكون طرفا في النزاعات الدائرة بين قادة الكتل السياسية وقد استطاع هذا الرجل بحنكته السياسية التي لايختلف عليه اثنان من انه صمام امان لمرحلة خطيرة وسط ازمات اقليمية وتحول في الانظمة ،فاكثر من خمس عقود قضاها في السياسة جنى منها سمعة طيبة كرجل المهمات الصعبة بدبلوماسيته المعهودة ان يتجاوز الكثير من المحن في اوقات عصيبة ،كان اخرها نزع فتيل الازمة من عملية سحب الثقة من رئيس الوزراءالمالكي ،وهدأت نوعا ما التصريحات الاعلامية لاطراف الازمة،وحتى في رحلته العلاجية كأنه وضع الخصماء في عملية مراجعة واعادة ترتيب الملفات ،لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هل فعلا الطالباني له القدرة على فك الالغاز المتراكمة ،ممايبدو ان جميع الساسة العراقيين توافدو على الرئيس العراقي للاطمئنان على صحته وهم يبعثون ذات الوقت برسالة تخوله البدء برحلة بين الفرقاء للوقوف على وجهات النظر وايجاد مخرج للازمة من خلال تقريب الاراء وايجاد حل وسط يرضي جميع الاطراف وهي مهمة غاية في الصعوبة ولكنها ليست مستحيلة اذا بدأت كل جهة بمحاولة حلحلة الامور فالقضية ليست بيد الطالباني ليبت في الامر وينهي موضوع الخلاف لكن الرجل كراعي للدستور وتحترمه جميع الاطراف مما يعطي زخما اضافيا للوصول لبعض النقاط التي قد تذيب بعض جمود الخلاف ، مع انها ستبقى لامحال الى مرحلة الانتخابات المقبلة نتيجة تمسك كل طرف بشروطه دون الرغبة بابداء المرونة ،فالساسة العراقييون يراهنون على مواقفهم وكأنهم في مباراة مصيرية اما غالب او مغلوب ،وستظل المباراة قائمة والسياسيون يلهثون وراء مصالحهم والخاسر الوحيد هو المواطن المتفرج الذي لاحول له ولاقوة.