ولم تتاثر سياسة المجلس الاعلى بالضغوطات التي تعرض لها خلال كل تلك الفترة وبقي منهجه ثابتاً وموقفه مواحداً تجاه حل الازمات التي عصفت بالعملية السياسية والمنافسة الغير نزيهة من قبل بعض الكتل السياسية التي اثرها المجلس الاعلى على نفسه حرصاً منه على نجاح التجربة الديمقراطية في العراق .
ويوماً بعد يوم تتكشف لنا رصانة المنهج وصدقية التطبيق وصدق رعات المشروع الوطني الكبير الذي يتبناه المجلس الاعلى الاسلامي العراقي , ومن الشواهد على ذلك المبادرات العديدة التي اطلقها المجلس الاعلى على لسان قائده السيد عمار الحكيم في مناسبات مختلفة لم يجد الاخرين بداً من الاخذ بها للخروج من ازمات كادت ان تودي بالعملية السياسية ولعل المبادرات الثلاث التي اطلقها السيد الحكيم خير دليل على ان المجلس الاعلى عندما سمى كتلته النيابية كتلة المواطن لم تكن التسمية مجرد شعار بل كانت استراتيجية للوصول الى هدف ولنناقش تلك المبادرات الثلاث :
* مبادرة البصرة عاصمة العراق الاقتصادية , خبراء الاقتصاد يقولون ان تنفيذ بنود هذه المبادرة يجعل البصرة تنافس دول الخليج في ما وصلت اليه هذه الدول من نمو اقتصادي وتطور في مختلف الميادين مما يعود بالفائدة الى اهالي البصرة بالخصوص والعراقيين بشكل عام لان في البصرة فرص استثمار كبيرة يمكنها ان تشغل نسبة عالية من البطالة في العراق مما يدقع بقية الحكومات المحلية الى استنساخ التجربة وفق ظروف المحافظات الموضوعية .
* مبادرة تاهيل ميسان , المباني الثلاث التي اعتمدتها مبادرة تاهيل ميسان فيها تقييم واقعي لما تعانيه شرائح المجتمع الميساني من تهميش وحرمان رغم ان ارض المحافظة تحتوي على اكبر احتياط نفط عالمي وسوف تكون مبادرة تاهيل ميسان مشرعاً ناضجاً لكل محافظات العراق المنتجة للنفط , فأذا تنفذ المشروع في ميسان يمكن استساخه لمحافظات اخرى غنية بالنفط مما يعطي للحكومة فرصة في اعمار وتاهيل بقية المحافظات الغير نفطية .
* مبادرة رعاية الطفولة في العراق , مشروع وطني كبير يستفاد منه كل اطفال العراق الذين يعانون من الفقر والحرمان ونجاح هذه المبادرة يعني تاهيل جيل نتعلم لديه المقومات الاساسية لبناء الحياة وتنتشل ملايين الاطفال من الواقع البائس الذي وضعتهم به ظروف العراق في مرحلة قبل وبعد التغيير ,, ان الاهتمام برياض الاطفال ودور رعاية الايتام وتوفير مناخات مناسبة للطفل للتعلم والابداع وانتشاله من وسط المجتمعات المتخلفة التي تمتهن الطفل في سنه الغير قانوني وتحرمه من فرصة التعلم والعيش كانسان محترم وجيل سيكونون هم بناة الوطن في المستقبل .
ان على الحكومة العراقية النظر الى هذه المبادرات بعين الوطن لابعين الحزب او الطائفة او الدعاية الانتخابية فاذا ما تم الاهتمام بتنفيذ مثل هكذا مبادرات سوف تعم الفائدة على الجميع ولعل الجهة المنفذة هي التي تجني ثمار هذه المبادرات من الناحية العملية .
اذاً اثبت السيد عمار الحكيم من خلال هذه المبادرات انه راعٍ حقيقي لمشروع بناء دولة المواطن ولمثل هذا فاليعمل العاملون .