واحدة من انواع الاهمال التي يمارسها عدد من السياسيين العراقيين هو عدم الاهتمام بشأن الدولة وسيادتها والانشغال بقضايا شخصية بعيدة كل البعد عن الحرص والمثابرة المطلوبة من هذا المسؤول او ذاك وهي في ذات الوقت تعتبر خيانة للعهد واليمين الدستورية التي ترددت على لسانه وهو يتسلم منصبه الذي هرول خلفه ودخل في صراعات جانبية مع هذا الطرف او ذاك من اجل الوصول اليه ظنا من الجميع بأنه سوف يخدم البلد ويقدم له خالص وقته دون الانشغال بقضاياه الشخصية الجانبية ، وهو للأسف لم نلحظه في الخطوة التي أقدم عليها نائب الرئيس العراقي الدكتور خضير الخزاعي عندما ترك رئاسة القمة العربية الامريكية اللاتينية في بيرو لكون العراق حاليا يعتبر رئيسا للقمة العربية ومن حقه ان يترأس الوفد العربي في أي قمة عالمية تعقد في ارجاء العالم وهي فرصة كبيرة لأن يكون العراق موجودا في تلك المحافل الدولية وإلا اذا فاتنا القطار وإسماع صوتنا فإن الكثير من العرب الذين لا يريدون لنا وجودا دوليا سوف لن يسمحوا لنا بذلك مستقبلا عندما تنتقل رئاسة الجامعة العربية الى دولة اخرى وهو ما تتمناه دولة مثل قطر والتي بالفعل تجاوزت كل الحدود في عقدها قمم وزراء الخارجية العرب وغيرها فيما يتعلق بالقضية السورية وفي الدوحة تحديدا والتي احتج عليها كثيرا ممثل العراق في الجامعة العربية الدكتور قيس العزاوي ، هذا والمحفل العربي الرسمي تحت رئاسة العراق فكيف اذن عندما يكون بيد غيره!!!.
أليس من الأولى ياسيادة النائب ان تكون حاضرا وبقوة في مثل هكذا محفل عالمي حتى يسمع الاخرون صوت العراق الجريح ومعاناته وتكالب الدول الجارة عليه فلماذا تدفع بمثل هذه الفرصة الى الرئيس اللبناني ميشيل سليمان ليكون هو رئيس هذه القمة علما ان الاغلبية الساحقة من رؤساء العالم يحضرون تلك الفعالية الدولية ومنهم رئيس اكبر دولة في العالم الولايات المتحدة الامريكية في حين ان القمة العربية ذاتها التي عقدت في بغداد العام الماضي لم يحضرها اغلب الرؤساء العرب بل كان لديهم موقف شاذ ووقح من العراق والبعض منهم استهتروا بتمثيلهم لتلك القمة العربية آنذاك .
فليس من الحرص او الوطنية ان تترك هكذا قمة أيها النائب وانت تمثل العراق لتذهب الى قضاء امورك الشخصية كما نقلت الاخبار عن احد اعضاء الوفد معك، ولا أعتقد ان رؤية عائلتك بتلك الصعوبة حتى تفضلها على تمثيل العراق الحيوي في هكذا محافل دولية مهمة يمكن ان يسمع العالم صوتنا من خلالها ، كان بالامكان ان تجلب عائلتك وذويك الى العراق لزيارتك ان لم تتمكن من الذهاب اليهم وانت في تكليفك الرسمي ، لماذا هذا الاهمال بسيادة العراق وتلك الاساءة في التصرف بحق هذا البلد الذي يحتاج منا العطاء الاكثر دون مقابل ، من المعيب ان تكتفي بلقاء ودي مع وزيرة الخارجية الامريكية كلنتون لتوزع فيه الابتسامات عبر شاشات التلفاز ثم تغادر الى حيث اللقاء بذويك تاركا مهمتك الرسمية التي تتطلب جلادة في الوقوف بوجه كل المخططات الاجرامية تجاه العراق ، هذا بالتأكيد سوف يفرح دول خليجية طالما ارادت ان تقف بوجه بروز الدور العراقي بقوة الى المحافل الدولية ومن المعلوم ان العراق وفقا لوضعه الحالي كرئيس لقمة العرب من حقه تمثيل الوطن العربي في كل المحافل الدولية (الجدير بالذكر ان رئاسة العراق للقمة العربية توجب على بغداد رئاسة المجموعة العربية في كل المحافل الدولية ومنها قمة ليما في البيرو حيث تستمر رئاستها لها ٣ سنوات. ) أليس ذلك سوء تصرف منك ياسيادة النائب.