والله والله والله العظيم الجليل .. اخيرا عرفت ان السادة النواب اعضاء البرلمان العراقي الموقر لايمتلكون اوراق واقلام وانواع القرطاسية الاخرى التي يحتاجونها للقيام بمهامهم ووظائفهم الكبرى في خدمة ابناء الشعب، ولايتمكنون من شراء الصحف والمطبوعات اليومية ليقرءوها ويطلعون على مشاكل وهموم ابناء الشعب لكي يسارعوا الى حلها.
والله والله والله العظيم الجليل كنت اظن –وان بعض الظن اثم، ان السادة النواب يمتلكون كل شيء ولايستعصي عليهم اي شيء، كنت اظن انهم مرفهين واننا نحن المعذبين والمحرومين والمضطهدين والمهمشين، ولكن اخيرا تبين لي خطأ تصوراتي وظنوني، انها فعلا مأساة كبيرة ان لايمتلك السادة النواب قرطاسية وليس بأمكانهم شراء الصحف اليومية.
وهنا فأنني اوجه اولا كلمة الى الطلبة والتلاميذ في مدراسنا العزيزة الذين يشتكون ولايتوقفون عن الشكوى من ان وزارة التربية لاتوزع لهم القرطاسية، وان البعض او الكثير منهم يفترشون الارض، وان الكثير من المدراس عبارة عن خربات حقيقية تفتقر لكل ما يشجع على طلب العلم والمعرفة، اقول لهم ان السادة النواب حالهم مثل حالكم بل هو اسوأ اذ ان القانون الذي شرع في وقت سابق والذي ينص على تخصيص مبلغ شهري لكل نائب يبلغ مليونين وسبعمائة وخمسين الف دينار لكي يشتروا القرطاسية والجرائد لم يفعل منذ ثمانية شهور، وخلال هذه الفترة فأن السادة النواب عانوا الامرين جراء عدم توفر الاقلام والارواق والدفاتر والمساطر والمساحات والمقطاطات لهم، وقد اضطر البعض منهم الى شرائها من رواتبهم البسيطة التي لاتتجاوز عشرة ملايين دينار عدا مخصصات السكن والخطورة والايفادات والحمايات، وهي لاتشبه الا رواتب المشمولين بالرعاية الاجتماعية.
والحمد لله حمدا لاينقطع ابدا بعد ان زفت هيئة رئاسة البرلمان لابناء الشعب العراقي البشرى العظيم، بقرار صرف مخصصات القرطاسية للسادة النواب، وانا متأكد ان عدم استلامهم لها خلال الاشهر الثمانية الماضية كان احد الاسباب الرئيسية وراء تلكوء عمل البرلمان وتراجع الوضع الامني. لذلك نتوقع بعد استلامهم هذه المخصصات البسيطة والمتواضعة جدا مثل تواضع وبساطة رواتبهم وامتيازاتهم سيجنى الشعب العراق منجزات عظيمة وستنحل كل الازمات السياسية وينهزم الارهاب بكل اشكاله.
تعرفون كم يبلغ سنويا مجموع مخصصات القرطاسية لاعضاء البرلمان ..
يبلغ حوالي ١١ مليار دولار!!!..
تعرفون ماذا يمكن ان يصنع مثل هذا المبلغ ؟؟
انه يمكن ان يحل مشاكل السكن والبطالة والحرمان والمرض والعوز لاعداد كبيرة من الايتام والارامل والمرضى والشباب والشيوخ ..
السادة اعضاء البرلمان المحترمون .. اخجلوا قليلا .. ام ان اخر قطرة حياء قد سقطت من على جباهكم ولم تعد فائدة من الحديث معكم...؟؟