يختلف مجلس النواب العراقي عن اي مجلس للنواب او الشعب او الدوما في اي بقعة من بقاع العالم ولديه من المخترعات والمكتشفات والمعاجز ما تتصاغر ارقى النظم الديمقراطية والبرلمانية الاخرى من الوصول اليه وهو مع ذلك لم يتوقف عن الاكتشافات والاختراعات التي تجعله دائما حديث الاعلام والشارع.
وقبل الاعلان عن اخر اكتشافات ومخترعات مجلس النواب حري بنا ان نمر مرور الكرام ومن باب التذكير بجملة المنجزات والمعاجز التي ينفرد بها والتي هي على سبيل المثال لا الحصر والتي من اهمها ،ان اعضاء مجلس النواب يستجيبون لمصالح كتلهم قبل ان يستجيبوا لمصالح العراق واذا ما تعرضت المصلحتان للتقاطع فالكتلة اولى من العراق وشعب العراق ،الامر الاخر الذي يعتبر البرلمان العراقي صاحب الامتياز والتفرد فيه ولا يمكن لاي برلمان منافسته هو اختراع مصطلح"عدم اكتمال النصاب القانوني" وهم بهذا يؤكدون على مدى الاستخفاف بالمهمة المناطة بهم والامال والتطلعات التي ينظر اليها الشعب العراقي،واذا ما اردنا ان ندرج تغيب النواب المتكرر ضمن الفقرة اعلاه نكون بذلك قد ألحقنا الضرر بحقوق المجلس ونوابه لان هذا التغيب اصبح امرا طبيعيا خاصة في ظل عدم وجود اجراءات ادارية ومالية حازمة تطال هؤلاء النواب المتسيبين،الامر الاخر المتفرد لنواب العراق هو المطالبة بالحقوق والامتيازات الخاصة قبل التفكير باقرار القوانين التي لها تماس مباشر بحياة الفقراء والمعدمين الذي اوصلوا هؤلاء النواب الى هذه النعم فالمطالب بالسيارات المصفحة والاراضي الاستراتيجية على ضفاف دجلة والبيوت الفارهة والشقق العصرية والتاثيث وحقوق العلاج المجاني في الخارج ومصادرة رواتب الحمايات الوهمية والنثرية اليومية والسلف والسفر والزواج للنواب والنائبات والتجاوز على الحق العام والسيطرات والبلاد والعباد.
كل هذه الاكتشافات لم تجعل اعضاء مجلس النواب في حالة سبات وتوقف عن البحث والاثارة التي لا تغيب شمسها عن بوابات مجلس النواب ولهذا توصل المجلس في اخر مخترعاته الى خدعة لا يمكن لاي طرف ان يعارضها وهي تخصيص نثرية لكل نائب مقدارها (٢٧٠٠٠٠٠)مليونين وسبعمائة الف دينار شهريا لشراء الصحف والمجلات حتى يكون النواب" ذكورا واناثا" على اطلاع بمجريات الامور والتعرف على اخر اخبار الفضائح والصفقات والتزوير والابراج التي لها محبة خاصة في قلوب الكثير من اعضاء مجلس النواب .واذا ما اردنا ان نضرب هذا الرقم في عدد النواب وعلى مدار السنة فان الرقم سيكون مخيفا وسيصل الى مليارات الدنانير العراقية وهذه كلها تحت اقدام النواب ولتذهب الموازنة والشعب والمعوزين الى الجحيم لان المهم في هذا القرار هو المعرفة والاطلاع .
لا اعلم ما هي الصحف والمجلات التي سيشتريها النواب يوميا والتي تكلف ٩٠ الف دينار هذا اذا ما احتسبنا جميع ايام الشهر بما فيها الجمع والعطل في الوقت الذي يعرف الجميع ان بامكان اي نائب ان يكتفي بقراءة ثلاث الى اربع صحف يوميا اذا كان هناك من يقرا ويتابع وهذه الصحف لا يتجاوز اسعارها ٣ الاف دينار وعند احتساب جميع ايام الشهر فان المبلغ لا يتجاوز مصرف يوم واحد من المنحة المحتسبة.
بامكان هذه المليارات معالجة الكثير من المشاكل التي يعاني منها ابناء الشعب العراقي خاصة في مجال التربية والتعليم من قبيل بناء مدارس حديثة بدل مدارس الطين او الشروع ببناء رياض اطفال نموذجية او تاسيس معهد للبحث والتطوير او بناء معاهد وكليات او التوسع في بناء المدارس الابتدائية في المناطق المزدحمة بدل ان يكون في كل صف ٦٠ طالب.
يمكن للمرء شراء اشياء كثيرة الا المعرفة والعلم فانها نتاج عقل ورغبة المرء ولا ادري ما هي الفائدة التي سيجنيها عدد من النواب من اصحاب الشهادات المزورة من شراء الصحف والمجلات وهم لا يجيدون القراء والكتابة واذا ما كانت لديهم الاستطاعة في القراءة فانهم لا يفهمون ما يقرؤون اللهم الا حل الكلمات المتقاطعة والنظر في الصفحات الاخيرة.
تحية طيبة
لقد اجدت و احسنت في مقالك القيم. بودي تعميم هذا المقال الجريئ القيم على اكثر ما يمكن من المواقع الصحف
دمت للكتابةالحرة الجريئة الهادفة