حينما يذهب المواطن للأنتخابات لم يفكر إنه ينتخب اشخاص يدخلون العملية السياسية في دوامة القوائم والتكتلات التي تتمحور الى شيعية وسنية وكردية والاحزاب السياسية لم تطرح في برامجها مناهج الطائفية والفئوية والقومية والمناطقية وبطبيعة السياسي حينما يصل الى البرلمان او مركز القرار والسلطة التنفيذية والقضائية فإنه لا يمثل طيفاّ بحد ذاته انما يعمل كممثل لكل المكونات التزاماّ بمباديء الدستور الذي يضمن الحقوق والمساواة والعدالة الاجتماعية لينفي وجود المحاصصة والتعطيل المتبادل التي انطوت عليها كل المؤوسسات وتنعكس على المجتمع وفق تخندقات تم اختراعها لتمتد الى وسائل الاعلام التي في طبيعتها تكون في جانب حيادي وسلطة رابعة مراقبة وناقدة بناءة ومعارضة ايجابية مقومة للأداء الحكومي مستندين على افعال السياسين لكن السياسيين لم يسألوا انفسهم يوماّ ان مفهوم الشراكة لا يعني نصب الشراك للأخر والأطاحة به وتكريس الخلافات للتشبث بالمواقع لا يعيرون اهمية للفساد السياسي بتشويه واضح للحقائق والاعتقاد ان تلك الافعال من احسان الصنع الى الطيف الذي ينتمون إليه ليتأكل جدار الوطن وتغزوه الذئاب والارهاب والفساد الشرس لتولد نظاماّ غير مستقراّ وغير واضح المعالم لا يستطيع حماية مواطنيه من تلك الاّفات التي نخرت جسده والخطر يقف على ابوابه بسياسة هدم الجدران والماء يسير تحت اقدامهم وهم يتسابقون على وسائل الاعلام يصرحون وهم قائمون او جالسون في الزوايا وفي الكافتيريا وحتى في اوقات النقاشات والتصويت على القرارات المهمة مستلين السيوف يتبجحون ويمتدحون يسقطون ويّسقطونْ في الهاوية لم يقتلوا ذبابة ولم يعمروا ارضاّ من التصحر ولم يعيدوا مصنع للعمل او تبكيهم لوعة طفل يتيم اومعاقين وصل عددهم الى اكثر من ثلاثة ملايين والاعلام يصفق لهم ويضحك معهم و عليهم ويكشف اعترافاتهم وافكارهم الوافدة ليساعدوا في كشف اسرار الدولة ويكون الاعلام شريكهم في هدم الاسوار الوطنية بدل البناء ومن استغلال الحرية الاعلامية للعمل للتعطيل المؤوسسي فالعمل بالأغلبية من المفترض يراد منه بناء الدولة وإيجاد قوة معارضة قوية تقوم الاداء الحكومي المنسجم الممثل لكل الاطياف الوطنية لأن الأغلب من الاطراف سعت في وقت سابق الى تقويض المساواة والشراكة وتوجيهها بأتجاه الفئوية والشخصية وهذا ما اضاف قوة للارث وتعميق الانقسامات وترسيخ مفاهيم لا تعرف المعارضة حيث تفهما انها قوى مخربة او يجب عليها حمل السلاح ولذلك يجب قمعها ومنعها وإبادتها وهنا الدور للاعلام في تسريخ مفاهيم ان المعارضة هي قوى شريكة هدفها المراقبة لأجل التقويم والبناء ويكون الاعلام معها وسلطة رابعة ورقابية ولا يبقى الاعلام مجرد ابواق متملقة مادحة لهذه الجهة او تلك دون السعي و ممارسة دوره الحقيقي كونه احد السلطات التي تحمل رسالة وطنية وشريك في حكومة الاغلبية والمعارضة الوطنية ..
واثق الجابري