ويمثل مطلب توفير القروض للايتام حاجة انسانية واقعية ملحة لا يمكن ان تماثلها اية حالة في الاهمية الانسانية والاخلاقية لوجود حاجة فعلية لدى هذه الشريحة لمثل هذه الاموال لمواصلة المسير بعد غياب الاب والراعي والكفيل وقلة فرص تعاون المجتمع مع هذه الشريحة ومساعدتهم هذا اذا لم يكن المجتمع جزءا من عزلهم والحط من قدرهم وكرامتهم كونهم فقراء ولا يستطيعوا ان يناجزوا اصحاب الكروش في المأكل والملبس وتوفير الاحتياجات.
ورعاية الايتام وتوفير سبل العيش الكريم لهم وتمكينهم من ممارسة اعمالهم وهواياتهم وتوفير فرص استثنائية لهم في التعليم والتأهيل والتدريب والتطوير واجب اخلاقي وانساني قبل ان يكون واجب قانوني وشرعي خاصة وان الغالبية العظمى من هؤلاء الايتام اوجدتهم الحروب الطائشة والرعناء التي خاضها صدام ونظام البعث وكذلك الأعمال الارهابية الجبانة التي اعقبت سقوط البعث عام ٢٠٠٣ والتي كلفت الشعب العراقي الكثير دون ان تكون هناك بوادر فعلية من قبل الدولة ومجلس النواب للقضاء على الاعمال الارهابية او تشريع قانون لذوي ضحايا العمليات الارهابية يضمن حقوق هذه الشريحة المحرومة ويكفل لهم سبل الحياة الحرة دون ان تكون منة من احد لان هؤلاء أعطوا اغلى ما يملكون وهو الجود بالنفس وهو اقصى غاية الجود وحري بالدولة ان تمنح هؤلاء كل سبل الحياة الكريمة لا ان يبقوا مشردين ومعوزين وعالة على المجتمع الذي لم يكن عادلا معهم ويقابل عطائهم بعطاء اكبر.
وطالما لم تلتفت الدولة ومجلس النواب الى إقرار قانون يضمن حقوق الأيتام فليس اقل من منحهم قروضا ميسرة توضع في صندوق خاص ويكون هناك جانب اشرافي على صرف هذه القروض تكون الأولوية فيها للتعليم وللجوانب الصحية التي عادة ما تكون متردية لدى ابناء هذه الشرائح المعدمة، تستقطع هذه الاموال او يتم سدادها من الحقوق المغيبة لهؤلاء الايتام او تتنازل الدولة عنها وفق صياغات تشويقية وتحفيزية لهؤلاء الايتام.
لن يكون صعبا على مجلس النواب او الحكومة العراقية او وزارة المالية اطلاق مثل هذه السلف والقروض للايتام لانها لن تاخذ كثيرا من موازنة العراق المالية المتخمة، في الوقت الذي لم يتوانى اعضاء مجلس النواب عن تشريع القوانين التي تسهل حصولهم على السلف والقروض والمنح المجانية والعلاج في ارقى المستشفيات العالمية والنثريات التي يعجز المرء عن احصائها ،كنثرية الاتصالات ونثرية الضيافة ونثرية القرطاسية ونثرية الاعمال الاضافية وو،وكل هذه الاموال هي من اموال هؤلاء الفقراء الذين لولا دماء ذويهم وتضحيات ابائهم واخوتهم لما كان لدينا برلمان وحكومة منتخبة،خاصة وان هذه المنح وهذه النثريات تصل الى ارقام خيالية ومرعبة.
ان منح القروض لهؤلاء الايتام اولى من منح القروض المليارديرية الى النواب والوزراء واصحاب الدرجات الخاصة لان منح القروض والامتيازات الى هؤلاء مع ما لديهم من تخمة تسبب فساد اخلاقهم وطبائعهم اما منح القروض للايتام فانها تساهم في صلاحهم وانتشالهم من الوقوع في حبائل الشيطان والانحراف والمسافة بين الاثنين كبيرة.