لاشك ان سياسة دعم طرف ما على حساب طرف في سوريا من قبل قوى مؤثرة كامريكا والاتحاد الاوربي ولو معنويا ، له انعكاساته الكبيرة وهو ان دل على شيء انما يدل على سياسة المحاور والجبهات التي غذتها اطراف في المنطقة ودفعت باتجاهها من اجل تصفية حسابات واعطاء ايحاءات بان هذه الدول او شعبها يقف مع المعسكر سين في نهج طائفي بغيض يدفع ثمنه ابناء الشعب الواحد الذين تربطهم صلات ووشائج قوية لايمكن تجاوزها واحلال ثقافة الكره والتصفية بدلا عنها . اننا كمواطنين عراقيين شعرنا بمدى الخسارة والمرارة التي تعرضنا لها بعد حالة الانقسام التي فرضت علة واقعنا خلال السنوات الماضية ففي الوقت الذي كنا ننشد الحرية والخلاص فاذا بنا نقع في دائرة اضيق هي تأليب بعضنا على البعض الاخر وايهام الشارع من قبل تنظيمات دموية وارهابية ان الشيعة يريدون القصاص من السنة وان الكرد لايريدون الاثنين معا, في سيناريو اخذ منا مأخذا عظيما وهاهو ذات السيناريو يعاد في سوريا لاضعافها وتقسيمها وادخالها في حالة مواجهة لن تنتهي الا بعد ان تأكل الاخضر واليابس.فلا المواطن يريد نسيان حاضره مع حكومته ولا الحكومة ستغفر لمن انجرف في اظهار عداوته لها, وهلم جرا الى ان تصل الامور الى تفاصيل ادق واخطر من قبيل ان الجندي الفلاني ينتمي للطائفة الفلانية والمقتول ينتمي لطائفة ال فلان والحال ذاته في حسابات عوائل الجنود المقتولين ومن قتلهم ولماذا وتسير الامور نحو الانحدار. ومع ترحيب اطراف كثيرة من داخل سوريا وخارجها بجهود الابراهيمي الى ان وسائل اعلام عربية ومواقف حكوماتها لاتريد لهذه النار الاخذة بالانتشار ان تخمد ويطفأ شررها الذي ان امتد الى اماكن اخرى في المنطقة فسيكون الامر كارثيا بل كارثيا جدا. فهذه الانظمة الغاشمة التي تدعم حالة الحرب بين ابناء الشعب الواحد تدرك جليا مدى الضرر الذي تسببه بحيث لن تعود سوريا بامكانياتها الاقتصادية الضعيفة كما كانت وان حالة الحرب المستعرة منذ سنة ونصف لن تحسم عبر هذها التأليب والاقتتالات الى ان تكون هناك اغراض اخرى تريد لهذا الشعب الشقيق المزيد من جريان انهار الدماء .. ان التحاور كمبدأ وكمنهج عمل وطريقة تفكير هي من ستحل المشكلة وستعيد الامر الى جادة الحل بدلا من التصعيد وصب الزيت على النار اما ان يعتمد طرف على امريكا وتركيا ودول الخليج لاظهار غلبته المعنوية وهو يقتل ويسفك الدماء بينما يعتمد طرف اخر على دعم روسيا والصين ودول اخرى في المنطقة ويعتقد بانه المنتصر فهذا وهم ايضا لن ينتهي وينهي المعركة لصالحه. من هنا فأن مبادرة المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي لانهاء حالة الحرب والجلوس الى طاولة الحوار امر مرحب به وسيشكل نقطة تحول في ايجاد نهاية متوازنة تقود لتحول معقول غير مقلق لدول المنطقة خصوصا اذا اشركت في الحوار وكانت هي حريصة على انهاء الازمة لصالح الشعب السوري بكل اطيافه وتوجهاته اما ان تبقى الامور على ماهي عليه فلم تكون هناك نهاية بل بداية حرب طاحنة اخرى سيدفع الجميع ثمنها .