وبالرجوع الى الوراء قليلا وتحديدا لايام الشد والجذب التي عاشتها العملية السياسية بعد اجتماعات اربيل والنجف الاشرف واعلان المتاربيلين عن المضي قدما بمشروع سحب الثقة عن حكومة المالكي وتعهد زعيم التيار الصدري باكمال الموقعين على سحب الثقة اذا ما وصل العدد (١٢٤) لان سحب الثقة امر اللهي كما اشار الى ذلك وما قابلهذا الموقف من موقف غير مبالي بالجمع من قبل دولة القانون والذي كسب الجولة لكنه لم يكسب المعركة بعد لان المتاربيلين لم يتمكنوا من اكمال العدد والعدة علاوة على ذلك ان الامر الالهي تبدل لصالح مصلحة الشعب العراقي في قضية سحب الثقة وبالتالي توقفت عجلة سحب الثقة عند هذا الحد.
المتاربيلين لم يقطعوا خطوط الوصل التي تربطهم وان بدت في بعض الاوقات اهون من بيت العنكبوت الا انهم كانوا مجبورين على ابقاء هذا التواصل عل كرة اخرة تحقق لهم شيئا من كبريائهم الذي استبيح على اعتاب فشل سحب القة بسبب دهاء طالباني وتراجع الصدر عن ما وعد به ومن الوعد الالهي والذي تقاطع مع مصلحة الشعب العراقي ببقاء المالكي.
اليوم يبدوا ان القدر قد فتح ابوابه من جديد لاصحاب اربيل للتقدم مرة اخرى وفتح الباب على مصراعيه مع دولة القانون والمالكي بالذات وطرح محاولة سحب الثقة من جديد بعد العيد بسبب فشل اجتماعات بغداد ورجوع الوفد الكردي المكلف من قبل بارزاني بخفي حنين كما يقولون دون ان يتمكن من الحصول على ما يريد.
قد تكون فرصة المتاربيلين جيدة في تحقيق تقدم باتجاه سحب الثقة خاصة بعد ان اشعل ياسين مجيد نيران الخلاف مع طالباني الذي قد يفكر في الانضمام الى المتاربيلين ردا على عدم التزام اعضاء دولة القانون بالاتفاقيات وبحدود اللياقة والاحترام وبالتالي فان ورقة كبيرة ستضاف الى الخصوم وستاثر كثيرا على قادم ايام المالكي.
من جانبه المالكي لا يرى ضررا في سحب الثقة اذا ما تعقدت الامور لانه سيجير هذا السحب الى صالحه خاصة وان الشارع سيتقبل ما سيطرحه المالكي من خطورة الموقف وضياع الشيعة وشراسة العدو وكلها اسباب ستجعله ينهي الحفلة قبل موعدها لانه لا يملك الخيارات الافضل فيما لو استمرت الحكومة الى نهايتها عندها سيفتضح الكاذب وسيعلم الناس ان ما تحقق في زمن حكومة المالكي هو الازمات فقط وهذه ما لا يريدها السيد المالكي.