إذا أخذنا مزاعم عراب المصالحة الوطنية الفاشلة السيد عامر الخزاعي بخصوص مفاوضات المصالحة الجارية بين كل من ممثل الحكومة العراقية من جهة و " هيئة علماء المسلمين وكتائب ثورة العشرين *" من جهة أخرى ، نقول :إذا أخذناهذه المزاعم والتصريحات بجدية و أضفنا عليها شيئا من مصداقية وواقعية ، على صعيد قبول هاتين المنظمتين الإرهابيتين والمتحالفتين مع تنظيم " القاعدة " الإجرامي و اللتين ارتكبتا من عمليات قتل وتفجيرات و مجازر عديدة بحق المدنيين العراقيين العُزل بحجة مقاومة حكومة الاحتلال ، نقول إذا قبلتا هاتان المنظمتان " المجاهدتان " بالمصالحة الوطنية ودخلتا في العملية السياسية ، فمعنى ذلك إن السيد نوري المالكي سيترك قبر مستقبله السياسي محفورا بمعاول عراب الإرهاب التكفيري ــ القاعدي حارث الضاري ..
فالشارع العراقي سوف لن يغفر له هذه الهفوة السياسية الكبيرة مهما كانت المبررات والذرائع والحجج ..
إذ أن غالبية الشارع العراقي يعرف جيدا الدور الإجرامي القذر الذي لعبه حارث الضاري في تأجيج و استمرارية العمليات الإرهابية في العراق تحريضا ودعما لوجستيا واحتضانا طائفيا ، و ذلك انطلاقا من أيمانه القاطع و قناعته الراسخة من كون هو و أتباعه : " من تنظيم القاعدة و القاعدة منهم " و ذلك وفقا لتعبيره هو بالذات ..
مع إن احتمال دخول حارث الضاري و أتباعه من القتلة السفاحين في العملية السياسية في الوقت الحاضر ، أمر غير واقعي تماما ، وسرعان ما سوف يصدر نفيا ساخرا من قبلهم على هذا الصعيد ..
فحارث الضاري يختلف عن السيد صالح المطلك و أضرابه ، الذين تهمهم مغانم السلطة والامتيازات بالدرجة الأولى و الأخيرة ، بينما حارث الضاري " يقاتل و يجاهد " لأسباب طائفية بحتة ، ساعيا إلى إعادة الحكم الطائفي السابق و احادية الجانب إلى العراق ..
و لهذا فلا يمكن إغراءه لا بالمال و بالسلطة ..
هذا ناهيك عن إن النظام السعودي سوف لن يعطي له إذنا بذلك ، حتى لو شاء هو أو أراد ..
هامش ذات صلة :
*(وكان عامر الخزاعي مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة الوطنية، قد كشف أمس الاثنين، عن مباحثات أجراها مع قيادات كل من، هيئة علماء المسلمين، وكتائب ثورة العشرين، لانضمامهما إلى مشروع المصالحة الوطنية، وأنهم سيعلنون قريبا انتماءهم للمشروع وعودتهم للعراق.
وقال الخزاعي في حديث لعدد من وسائل الإعلام إنه "تم اليوم اللقاء مع مستشار هيئة علماء المسلمين وكتائب ثورة العشرين لغرض الانضمام لمشروع المصالحة الوطنية"، موضحا أن "الكثير ممن يرغبون بالمصالحة هم وطنيون قاوموا المحتل والآن وبعد الأحداث في سورية ذهبوا إلى لبنان وتركيا وعمان ويريدون العودة للعراق ــ عن صوت العراق ــ قسم ألأخبار ) ".