تداعيات الازمة
فأمريكا التي تعتبر نفسها راعية لمشروع الديمقراطية في العراق اصبحت اليوم عاجزة عن الدفاع عن المالكي وحكومته وخصوصاً أمام الراي العام الامريكي وامام الكونكرس ومجلس الشيوخ لان تصرفات المالكي وطريقته في ادارة البلاد جعلت موقف الادارة الامريكية ضعيفاً وجعلت حلفاء العراق بشكل عام وحلفاء الشيعة بشكل خاص يعتقدون أن الامور تتجه نحو الاسوء ونحو بناء نظام دكتاتوري مستبد لايؤمن في حرية التعبير عن الراي .
وما يقوم به المالكي من تصرفات أساءت الى الحالة الشيعية التي يمثلها باعتباره مرشح الائتلاف الوطني الشيعي وجعلت شركاء الشيعة وحلفائهم في العملية السياسية يتخندقون في خندق واحد من اجل الوقوف بوجه تمدد المالكي طوليا وعرضيا وهذه التصرفات تبرهن ان المالكي يعمل من اجل تحيق مجد خاص لنفسه من دون التفكير في شركائه أو من أوصله الى دفة الحكم ومن دون التفكير في الحفاظ على المنجزات الكبيرة التي حققها شيعة العراق بعد عام ٢٠٠٣.
أن تسويق المالكي للأزمات مثلما فعل في قضية البنك المركزي وقضية صفقة السلاح الروسي والبطاقة التموينية واخرها مسألة اعتقال حماية وزير المالية رافع العيساوي من الممكن ان تجبر امريكا على الغاء عقود صفقات السلاح التي تم التعاقد عليها مع العراق لان القيادة الامريكية سوف لن تجد مبرراً منطقيا لطرحه امام الكونكرس الامريكي أو مجلس الشيوخ للدفاع عن استمرار امريكا بتزويد العراق بالسلاح والتدريب وغيرها , هذا بالأضافة الى ايجاد ذريعة للحكومة الامريكية امام رأيها العام للتدخل العسكري في العراق .
ان وجود المالكي على رأس السلطة فيه خطر كبير على المعادلة العادلة التي تحكم العراق مما يشير الى امكانية عودة المعادلة الظالمة التي حكمت العراق عقوداً من الزمن.
