مسكين يا عراق

والان نرى من انتخبناهم بأيدينا يسخرون منا بتصريحاتهم الرنانة ويعبر كل واحد منهم بقول جميل, ينعش القلب الجريح ويقول ادعوا إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية,ادعوا إلى تشكيل الحكومة بأسرع وقت, احذر من عدم تشكيل الحكومة بسرعة, احذر من تأخير تشكيل الحكومة ,لايجوز تأخير تشكيل الحكومة..
شكلت الحكومة واي حكومة.. حكومة الازمات والوكالات في المناصب الوزارية الرجل الاوحد, واعظم الازمات ازمة الاقليم مع بغداد يذكر أن العلاقات بين بغداد وأربيل تشهد أزمة مزمنة تفاقمت منذ أشهر عندما وجه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، انتقادات لاذعة وعنيفة إلى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، تضمنت اتهامه بـ"الدكتاتورية"، قبل أن ينضم إلى الجهود الرامية لسحب الثقة عن المالكي، وبعد ذلك ازمة قائد الارهاب في العراق الهاشمي وموجة جديدة من التفجيرات الدامية في العراق، حصدت المئات من العراقيين، ترافقت مع الإعلان عن حكم قضائي غيابي بإعدام طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي الموجود في تركيا، (( مسكين يا عراق))..
وأصبحت أخبار الاغتيالات و التهديد في العراق تطول أي مسؤول مهم كانت درجته وأصبح مسؤولين العراق يعانون من عدم قدرتهم على إنجاز أعمالهم بسبب مضايقة الجماعات الإرهابية التي تبين يقف ورائها كبار رجال دولة المحاصصه (( الشراكة اللاوطنية)) .....(( مسكين ياعراق))..
بعد السقوط... انهارت البنى التحتية لكل مقدرات البلد (لا وقود ولا كهرباء) وتدهورت بشكل كبير ومؤلم ...تدهور الإنتاج وازدادت أجور النقل وأصبح كلف الإنتاج المحلي لا يمكن ان تنافس في السوق العراقية بسبب رخص المستورد وجودته.. تدهور الإنتاج وتوقفت المعامل وأهملت الزراعة بشكل ملفت للنظر وتراجعت فرص العمل والإنتاج ولازالت كذلك!!! .. وبنفس الوقت تحسن الوضع المعيشي للموظفين بزيادة رواتبهم مما خلق اندفاع كبير من قبل المواطنين لغرض الحصول على وظائف في دوائر الدولة..((مسكين يا عراق))..
وهناك ازمة أخرى شائعة تتمثل في أن العراقيين كانوا، في الماضي، لا يعرفون من هو شيعي ومن هو سني، وفي بعض الحالات لا تفهم مصطلحات الشيعي والسني الا على نحو هزيل, ومن هنا فان العراقيين الشيعة أكثر احتمالاً بكثير في التعبير عن "قضية طائفية" في عراق ماقبل ٢٠٠٣, ولا حاجة بنا الى القول إن الأدوار انقلبت منذ عام ٢٠٠٣، حيث بات الشيعة أكثر احتمالاً لنسيان ونكران التمييز الطائفي الذي ترعاه الدولة, واذا ما أخذنا بالحسبان أن الهوية الطائفية جرت تغذيتها عبر الاضطهاد والتمييز المحسوس بين الشيعة لفترة أطول بكثير مما بين السنة،((مسكين ياعراق))..
مسكين يابلد لم يحكمك في القرنين الاخيرين اي شريف فمن عميل الى حقير الى طاغية الى كذاب الى مختلس الى الى الى ...الخ ولا نعرف الى اي صفة او على اي صفة يكون هلاك العراق جميعا؟! مسكين يا عراق..