ومازالت شواخص السياسية تحطم كل ارقام المشاهدة والمتابعة وابداء الراي حتى من قبل العراقيين وان كان هذا الراي في اغلبه لايسمع او يؤخذ به او ربما هو رجما بغيب التكهنات والاحتمالات .. والغريب في الامر ان ما يحدث لا يترك اثره على ارتفاع سعر السوق او تدهور الحالة الامنية او انتشار القواطع والازدحامات فحسب انما صار صارفا لسواه من النشاطات ولاغيا لاي تاثير ايجابي يمكن ان تخلفه فعالية ثقافية او مشروع تنموي او شكل ابداعي . ربما هو هذا مايراد من التاثير وما يقصد من التعقيد على اي حال .
ولا يناى التجانس الاجتماعي من تاثير ما يحدث بل اراه على اكثر من صعيد متضررا بالكامل فكثير من القيم انهارت وكثير من العادات التي كنا نفخر بها يوما تقوقعت وانحدرت بالمقابل كسبنا حفنة من المتغيرات تميل بالمجمل نحو السلب وتجريد الفرد العراقي من انسانيته وصدقيته ونخوته المعروفة ..
ولا ننس ان الاسرة العراقية نواة المجتمع الصغير هي اولى بالتاثر من تشوه قيمه بفعل الازمات وتراكم الحروب وما بعد الحروب , وحالها اليوم يبعث على القلق والحذر من مغبة استمرار التشنجات السياسية والصراعات الحزبية ., وبالوقت عينه ندعو المختصين بعلوم الاجتماع والصحة النفسية لوضع حلول تكبح جماح الجنوح المتزايد للمراهقين والاحداث وتزايد معدلات الجريمة وكذلك تصاعد العزوف عن الزواج وتفاقم مشكلة الطلاق المبكر وتسرب الاطفال من مقاعد الدراسة ناهيك عن انتشار ملموس للتحرش واستغلال الاطفال وسواها من الامراض المجتمعية .
لا اعرف ان كان بامكاننا التخلص من مثل هكذا تراكمات في الوقت الراهن لكني اعتقد ان الحل يبدا من الاسرة ذاتها ابحثوا جيدا ستجدوا ان توفير سكن لائق وعمل مشرف وتعليم متطور لكل عراقي سيجنبنا تجارب وافكار طويلة الامد ربما حينها لا ينفع اللوم وسيتسع الخرق على الراقع .
يحيى السعيدي