لقد أستندت العملية السياسية على أرضية غير صلبة لهذا نلاحظها تهتز بين فترة وأخرى ، فلم تعتمد هذه العملية على أدوات الحياة الديمقراطية الحقيقية كألقانون والدستور بل في أكثر مراحلها أعتمدت على إرضاء المكون السني من أجل أن يلتحق قياداته بركب العملية السياسية بعد أن كانوا مقاطيعيها ، فلم تتشكل حكومة عراقية واحدة بدون التوافق ، هذا التوافق الذي عطّل جميع البنود الدستورية التي يتم من خلالها توزيع المناصب الحكومية وخصوصاً السيادية ، فأصبحت المراكز السيادية بنسبة ٢ الى الأقلية السنية و١ الى الأغلبية الشيعية ، فرئاسة الجمهورية رئيس الجمهورية وأحد نوابه سنيان ( سني كردي وسني عربي ) نواب رئيس الوزراء كليهما سنيان ورئيس البرلمان وأحد نوابه سنيان وهكذا جميع الوزراء ووكلائهم ، بالإضافة الى المؤسسات المستقلة كالمحكمة الإتحادية ومفوضية الإنتخابات فكليهما ٥ سنة الى ٤ شيعة ، في جميع مؤسسات الحكومة المدنية والعسكرية التي تخص الحكومة المركزية التوزيع هكذا أي الأقلية فيها الشيعة والأغلبية هم السنة (الكرد والعرب) ، ولكن نلاحظ صرخات الإستغاثة والتظلم تخرج من أفواه أغلب القادة الذين يمثلون المكون السني بأنهم مهمشين وحقوقهم مغصوبة بل وصل الأمر الى الحكومات التي تحيط بالعراق كتركيا والسعودية بالإضافة الى قطر فأنها تتصارخ بمظلومية أهل السنة في العراق ، هنا يتبادر الى الذهن سؤال إذا كان أهل السنة يسيّطرون على مراكز حكومية أكثر من الشيعة الأغلبية في المؤسسات العراقية ويدَّعون التهميش فماذا يريدون حتى يصبحوا غير مهمشين ، فلم يبقى إلا منصب رئاسة الوزراء لأن رئيس الجمهورية سني ورئيس البرلمان سني ولكن إذا أعطت القيادات السياسية العراقية هذا المنصب الى المكون السني طبعاً تحت عنوان المحافظة على المصالحة الوطنية ؟؟؟؟؟ هل سيصبحون غير مهمشين ، الجواب كلا ثم كلا لأن هذا لايكفي أيضاً لأن هناك بعض القوانين التي قد تحدد تحركاتهم في إضطهاد الشيعة والى الأبد وهما الدستور والقضاء أي أدوات الحياة الديمقراطية ، لهذا سوف نلاحظ هؤلاء القادة سينادون بالتهميش مرة أخرى حتى تنتهي الحياة الديمقراطية من العراق كلياً ويبدأ عهد جديد للنظام الدكتاتوري عندها سيصفق الكثير من قادة هذا المكون لأنهم قد أنضموا الى ديمقراطية الأنظمة العربية الرجعية كالسعودية وقطر ، وهكذا سينتفي مصطلح التهميش من أرض العراق والى الأبد بعد أن عاد هذا البلد الى الحكم الدكتاتوري المستبد ، كما هو الحال في السعودية فهذه الأقليات التي تعيش فيها من يعدهم ؟؟؟ ومن يسأل عنهم؟؟؟؟ وكم منصب حكومي لهم ؟؟؟؟ وهل يستطيعون المطالبة ببعض حقوقهم ؟؟؟؟ وهل يعتبرون مواطنين من الدرجة الأولى ؟؟؟؟ كلا وألف كلا بل معيشتهم في السعودية تعتبر مِنَّ من أل سعود عليهم لأن الأرض ملكهم والشعب ساكن بفضلهم ، فيأتي شخص مثل سعود الفيصل الطائفي العنصري ينادي بتهميش السنة في العراق ، فهل يمتلك شيعة السعودية ١ بالمئة من الذي يمتلكه سنة العراق وهل يمتلك السنة في السعودية ١٠ بالمئة من الذي يمتلكه السنة في العراق فأغلب المناصب الحكومية الرئيسية في البلاد هي حكر على أفراد عائلة أل سعود ، ولكن أقول حقك يا سعود فقد أعمت طائفيتك قلبك وعقلك وعينك وجعلتك لا تفكر ولا ترى ولا تشعر إلا من خلال الطائفية العمياء وإضطهادك للأخرين ، ولكن أقول لكل من يريد الخير للعراق والعراقيين إن العراق لا يستقر سياسياً إلا إذا طبق القانون فيه بالتساوي بعيداً عن المكونات والطوائف والأديان الجميع يخضعون للقانون بدون أي محسوبيات ، ويجب أن يطبق الدستور بحذافيره ولا يمكن أن نترك بند ونطبق أخر عندها سيكون هناك عراق حر ومستقل ، أما بهذه الطريقة فلا حياة سياسية تستقر ولا أمن يستتب ، بل العراق كألحبلى لا يمكن لها الأستقرار إلا بالولادة وهكذا العراق لا يمكن له الأستقرار إلا بولادة قيادات جديدة تؤمن بالحياة السياسية الديمقراطية التي تضمن لجميع مكونات الشعب العراقي حقوقهم ومستقبلهم ،أما إذا لم تحصل الولادة فأن العراق متجه الى المجهول لا محال لأن أغلب قيادات المكون السني لا يؤمنون بالعملية السياسية الحالية .
خضير العواد