ساهم المجلس الأعلى ومنذ بداية العملية السياسية في بناء أساسها ،وهو من قاد التحالف الوطني ووحد الصفوف وتنازل عن رئاسة الوزراء لمرتين متتاليتين للآخرين في سبيل استمرار العملية السياسية ،وطرح المئات من المبادرات التي تخدم المواطن وخاصة في المناطق المحرومة والمظلومة من النظام السابق ،فأول من نادى بالحد من سلطة الحكومة المركزية وإطلاق اليد لمجالس المحافظات لأنها اعلم بما تحتاجه محافظاتهم،لكن البعض وصفوا هذا الطرح بالتقسيم ومن نفس الائتلاف واليوم ينادي الجميع بهذا الحل الذي طرح منذ عدة سنوات!،وتعرض للتسقيط السياسي من اجل المشروع الوطني واستهدف إفراده وقيادته وتعرضهم للقتل وحرق المقرات التي قابلها بحكمة بالغة بعدم الرد برغم من امتلاكه وسائل الرد،من اجل العراق ككل والائتلاف بالخصوص،واستمر على هذا النهج واخذ يطرح الحلول وينتقد السلبيات في الحكومة وترك المناصب حين رأى إنها لم تؤدي ما مطلوب منها،وقد أبدى النصح بعدم تطبيق القانون على البعض واستثناء البعض الأخر ،والاهتمام بالفقراء وتعويض المتضررين ،وتشريع قوانين تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة ،والمرأة ،وإعطاء نسبة من النفط الذي يصدر من المحافظات النفطية لأهل تلك المحافظات التي تتحمل المضار البيئية ولا يتم الاهتمام بها وغيرها كثير،وسبق وان كان المجلس الأعلى بيضة ألقبان قبل تشكيل الحكومة فهو لدية علاقات متميزة مع جميع الإطراف،وبالخصوص التحالف الكردستاني ،فأصبح قبلة من قبل الكتل من اجل الحصول على المناصب والامتيازات،واليوم يعاد نفس الطرح السابق بعد توالي الأزمات وزيادة التناقضات والخلافات بين الإطراف السياسية،الذي كل يدعي الحق معه والكل يتكلم باسم الوطنية لكن الفعل يتسم بالحزبية الضيقة،لكن ماذا حصل المجلس الأعلى مقابل هذه التضحيات غير الإقصاء فلم نجد منصبا يشار له بالتأثير في الدولة وأي كيان ليس له وجود في دوائر الدولة سوف يكون ضعيفا خاصة بالانتخابات لان الناس تذهب مع من يوفر التعيينات والفرص لأنصاره وموالية ،وهو لايمتلك غير اعتماد الصدق والإعمال تدل على الأفعال وليس الأقوال بدون أفعال ،وارث ديني قل وجوده في الأحزاب والكتل الأخرى،وينبغي على الناس بعد هذه الفترة الطويلة التمييز بين الناصح الصالح والطالح وعدم إعادة اختيار المفسدين.