وقع الاصطدام المسلح المتوقع بين المتظاهرين والجيش في الفلوجة ، اصبح توقع التطورات اللاحقة سهلا ، انه سيناريو الربيع العربي كما يسمونه ، وهو اوضح من خطوات برنامج اعداد الدولمة ، لكنها طبخة ذات طعم أجنبي ، خطواتها :١- تحشيد الناس مستغلين معاناتهم اليومية . ٢- اثارة المقولات الطائفية الساذجة القائلة ان السنة اهينوا بزوال نظام صدام ، وهي ثقافة تعبوية زائفة هاجعة ويمكن ايقاظها في اي وقت . ٣- التحرش بالجيش ثم الاصطدام به واجباره على الرد وكل اصطدام بين اكثرية عزلاء مشحونة واقلية مسلحة تكون نتيجته معروفة . ٥- تسليح المتظاهرين وتوفير ذرائع للقتال . ٦- انتقال المبادرة الى ايدي المجموعات الأرهابية وابتداء الحرب الاهلية . ٧- يستمر الفلم الهندي ليكتشف الأهالي وسط الرماد بشكل متأخر انهم استخدموا اداة لتنفيذ مخطط أجنبي ، فيستغيثون بالمركز ، ولكن يأتيهم الابراهيمي والأمم المتحدة ضاحكين . سنة العراق الكرام المؤمنون هم من المالكية والشافعية والحنفية وفيهم اقلية حنبلية متطرفة ولا وجود للوهابية بينهم لكن مشروع العزل يعقبه نشر الوهابية التكفيرية بالقوة والقضاء على المذاهب الأخرى ، حاليا العصابات الأجنبية تحتل زوايا نائية من الموصل والرمادي وتكريت وديالى ، وتأخذ الاتاوات من الناس ، وتبتز وترعب القادة المشاركين في العملية السياسية من تلك المحافظات وتندس في عناصر حماياتهم ، هم قادة لكنهم بين المطرقة والسندان . الحكومة ارتكبت عدة اخطاء في تعاملها مع التظاهرات : ١- خاطبت المتظاهرين في البداية بسخرية وهم ابناء عشائر يرفضون هذا الاسلوب ويعدونه اهانة . ٢- طوقت التظاهرات بقوات المركز المختلفة مذهبيا عن جمهور المتظاهرين فأثارت حفيظتهم . ٣- القوات المرابطة قرب التظاهرات تحمل السلاح والذخيرة الحية بينما المعروف استدعاء قوات مكافحة الشغب المحلية ذات الهراوات لمراقبة التظاهرات وليس الجيش . وقد دعت المرجعية العليا مبكرا الى سحب قوات المركز واحلال وحدات محلية من المحافظات نفسها . ٤- شكلت الحكومة عدة لجان مستعجلة لبحث مطالب المتظاهرين ولم تخرج اي لجنة بحل مرض وكان الأفضل تشكيل لجنة نوعية واحدة متعددة الاختصاصات. ٥- تفتقر الحكومة للتحليل والتوقع المسبق لسيناريو التظاهرات وقد اهملت السياق الذي يعرفه ويخشاها كل عراقي ولم تبادر استباقيا لتجنبه . القوى التقليدية المؤثرة سابقا في الانبار والموصل وصلاح الدين أصبحت ضعيفة ومرتبكة ، فعلماء الدين منهم المعتدل الذي حرم الاقليم السني ، ومنهم من حرم الخروج على الحكومة ، ومنهم من دعا الى محاربة الحكومة ، كذلك رؤساء العشائر لم تعد لديهم رؤية واحدة فمنهم دعاة التهدئة والحوار ومنهم من يقرع طبول الحرب ، ومنهم من يهدد علنا ويعتذر من الحكومة سرا ، وهناك مخاوف من تصادم العشائر ، أما الساسة فيعانون من التشتت وفقدان وحدة الخطاب . الذين يقودون التظاهرات ينادون باسقاط الحكومة والدستور ! وهي ليست مطالب الناس بل مطالب الارهابيين الأجانب وحواضنهم ، وتشكل خطرا على بنية المجتمع والدولة وتدمر الاستقرار الاجتماعي . في هذه اللحظة اصبح الدفاع عن الأهالي في تلك المحافظات واجبا وطنيا وشرعيا واخلاقيا ، غدا يجد اهلنا هناك انفسهم اسرى بأيدي فصائل مسلحة يتخذون منهم دروعا بشرية ، من حق المتظاهرين اتهام بغداد بهتك الاعراض والتجويع والظلم لأنه شأن داخلي بين حكومة منتخبة وشعبها ، لكن غدا تقع الاعراض والأموال والبيوت في قبضة الأرهابيين والاعتراض ممنوع ، ولا بد من صحوات جديدة ، طبخة اجنبية بطعم ليبي يمني سوري مشترك ، اقلبوا القدر قبل ان تلتهموا الوجبة السامة تحت التهديد .