أعادت أزمة تظاهرات المنطقة الغربية الروح من جديد الى كيان التحالف الوطني وبعثت فيه القوة والنشاط واخذ روح المبادرة ككيان قائد وفاعل ويحمل لواء الأكثرية للتدخل وحل المشاكل ومعالجة الأزمات التي تواجه العملية السياسية ومثل هذا الدور كان من المفترض ان ينهض به التحالف الوطني منذ اللحظة التي تشكل بها حتى لا يترك استحقاقه ولا يفتح المجال للآخرين للتمدد على حساب دوره او اخذ عنصر المبادرة التي يفترض ان يقوم بها الأقوى والأكبر.
وجاء تفعيل دور التحالف الوطني من قبل أعضائه وليس من قبل الأطراف الأخرى ليضيق مساحات الخطر والاحتقان التي عاشتها الساحة السياسية خلال الأسابيع السابقة على خلفية التظاهرات التي أعقبت ألقاء القبض على عدد من حماية وزير المالية رافع العيساوي بتهم إرهابية وما تم طرحه من مطالب مشروعة وغير مشروعة من قبل المتظاهرين كما أضفت مواقف رئيس الوزراء السيد نوري المالكي الداعمة اتجاه التحالف الاب حالة من الارتياح بين أوساطه وعززت فاعليته ومنحته حزمة من الأضواء الكاشفة لتعزز في داخله المصداقية والقوة والرغبة في البحث عن الحلول وتسيير عجلة البلد نحو الأمام.
وما قام به التحالف الوطني من دور محوري في معالجة الأزمة الأخيرة يمثل مكسبا كبيرا لمكونات التحالف جميعها لانه نفض غبار السبات عن ظهره وايقن بحقيقة اهمية دوره كما اهتدى الى ان تغييب دوره لا يصب في مصلحة العملية السياسية حتى وان استحسن الآخرين هذا الغياب من اجل البروز والظهور لذا كان العمل الذي قامت به اللجنة المشكلة من قبل التحالف الوطني مهما ومثمرا والذي تمثل في اطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات ومنح الحقوق التقاعدية للمشمولين باجراءات المسائلة والعدالة والدخول في مفاوضات جادة وحقيقية من اجل وضع اللمسات الاخيرة على قوانين مكافحة الارهاب والعفو العام بالاضافة الى السعي الحثيث لتنظيف الساحة السياسية من الازمات والمشاكل بطريقة واقعية وحقيقية.
على الطرف الاخر فان هذه الحركة المكوكية والحلول الحقيقية لمعالجة ازمة ومطالب المتظاهرين من قبل لجنة التحالف الوطني قابلها ارتباك وتردد ونوايا غير واضحة من قبل القائمة العراقية التي لا زالت تقدم خطوة وتاخر اخرى اما خوفا او طمعا فاما الخوف فناجم من ردت فعل الشارع الذي ينتمي له هؤلاء السياسيون وعدم قدرتهم على قيادته وتوجيههاما الطمع فهو محاولة هؤلاء الحصول على مكاسب اضافية رغم ان هؤلاء وصلوا الى قناعة نهائية ان التحالف الوطني اعطى ما يمكن اعطاءه ولا يمكن ان يتنازل اكثر ولو بمقدار قنطار واحدوقد يضيف البعض عنصرا يعتقد انه مهم وحاسم في سبب تردد القائمة العراقية باتجاه التفاعل مع حلول التحالف الوطني وهو سطوة وتاثير العامل الخارجي الذي يحرك القائمة ويدير بوصلتها.
ان ما قام به التحالف الوطني من تحرك وما طرحه من حلول للمشاكل والازمات يمثل مكسب حقيقي لاكثرية ابناء الشعب العراقي لان غياب التحالف الوطني عن دوره المحوري خلال الفترة الماضية مثل انتكاسة وخيبة امل وسواء استجابة القائمة العراقية ام لم تستجب للحلول المقدمة فان النصر الحقيقي هو وحدة وقوة التحالف الوطني.