ان المراقب للاحداث التغييرية في الساحة العربية ولحالة الهيجان الشعبي الرامي الى تغيير الانظمة الاستبدادية التي طالما عاثت في ارض الحضارات ومهد ولادتها ودمرت كل القيم والمبادئ السماوية والانسانية الوضعية والتاريخ يعيد نفسه فقد سبقهم الى هذا الكثير ممن استاثروا بالسلطة والنفوذ واستعبدوا شعوبهم ارضاء لاهوائهم ورغباتهم وفي وقتنا الحاضر نرى هذه الثورات ومناهضة الشعوب لحكامها بدت كحالة معاكسة في الوصف فقد استخدمت هذه الحكومات الوضيعة ابشع انواع القمع والقسوة والوحشية مما جعل الامر يبدو كانها ثورة الحكام على الشعوب والصور والشواهد في وطننا العربي الثائر كثيرة ومنها البحرين النازفة التي لم يكتفي حاكمها بالاجهزة القمعية التي تاتمر بامره في ضرب الجموع الشعبية المطالبة بالحقوق وتراصف لجانبه من هو اظلم منه من آل سعود وقواته المجرمة وكذلك الاستعانة بالامارات وقطر انتصارا منه لاحقيته الوهمية بالسلطة وكذلك الحال في ليبيا التي ثار فيها القذافي ضد شعبه واستخدم شتى الوسائل التي ترعب المتظاهرين والثائرين من قتل وترويع ودمار ليثني من عزيمتهم ولكن الذي لايعيه هي النهاية التي لابد منها بل يعيه ويعرفه حق المعرفة ولهذا صرح ومن اللحظات الاولى بانه سيموت على ارض ليبيا دفاعا عنها والامر ليس كما صور بل لانه لايملك أي خيار اخر ولهذا برر الامر على انه كما صرح به , واليمن هي الاخرى ليست احسن حالا من بقية الدول العربية الثائرة حيث لم يتوانى صالح من استخدام اساليبه القمعية ضد المتظاهرين المطالبين برحيله عن السلطة التي اجازها لنفسه من غير وجه حق وايضا سوريا تنهض مطالبة بالحرية والخلاص من النظامالذي جثى على صدورهم ولعقود من الزمن بعد ان اصبح الحكم ميراثا خاصا تتوارثه عائلة الاسد وكذلك اصبح الشعب السوري متخم ومشبع من نظام البعث المتحكم بحياة السوريين وما جرى في مصر الكنانة وتونس الخضراء وفي الايام القادمة انشاء الله ستكون للقائمة بقية وايضا سيثور حكامها على شعوبهم مستخدمين كل ما من شانه يحميهم من غضب الجماهير المطالبة بالحقوق المسلوبة غصبا .. وهنا سؤال يطرح نفسه , لماذا لايتراجع الحكام عن ثورتهم ويتعاملوا مع شعوبهم على غير ما انتهجوه اليوم ؟ واظن الجواب على هذا السؤال هو ان الحاكم العربي المستبد وطيلة سنوات حكمه لم ينصف شعبه وهو مطلوب لشعبه عرفا وقانونا وعليه السداد فكا سنوات النعيم التي كان يعيشها على حساب تعاسة الاخرين يجب ان تسدد فاتورتها ومن هذا المنطلق وهم ادرى بان لا رجعة عما فعلوه والدهر يومان يوم لك ويوم عليك وان غدا لناظره قريب .
وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون