إن العلاقة التي تربط ما بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان لايوجد مثيل لها في جميع التجارب الفدرالية في العالم ، وحتى العلاقات الدولية لم تحتوي على علاقة دولتين كما هو الحال ما بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان ، فهل يوجد في العالم ولاية من ضمن نظام فدرالي لها الحق في فتح القنصليات وإقامة العلاقات الدولية بعيداً عن الحكومة المركزية بل أقامت العلاقات حتى مع الدول التي تريد الشر لدولتها الأم ، وهل توجد ولاية لها الحق في تكوين جيش وشراء السلاح له بعيداً عن الحكومة المركزية ويجب على هذه الحكومة أن تعطيه الرواتب الشهرية وجميع إحتياجاته بل تقوم هذه الولاية بمنع الدول من تصدير السلاح الى الحكومة المركزية ، قيام هذه الولاية بمنع عبور أي جندي أو شرطي حدود الولاية بل منع الطيران العسكري التابع للحكومة المركزية من التحليق فوق أراض إقليم كردستان وإن حصل هذا فسوف تتصدى له المقاومات الأرضية كما حصل مع طائرة الهوليكوبتر العسكرية قبل شهرين ، لايحق لرئيس الحكومة المركزية أن يصدّر الأوامر في أقليم كردستان حتى الشرطة والجيش تحت أمرت رئيس إقليم كردستان ، التجارة بشطريها التصدير والإستيراد تحت سلطة الإقليم وحتى المنافذ الحدودية سلطاتها ومدخولاتها للإقليم بل في كثير من الأحيان حتى النفط يصدّر أو يهرّب بدون علم الحكومة المركزية ، وأما التعاقد مع الشركات بشكل عام والنفط بشكل خاص فجميعه يتم بعيداً عن الحكومة المركزية وفي كثير من الأحيان تكون هذه العقود تنافسية مع نفط باقي الأراضي العراقية ، الحكومة المركزية لايمكن لها أن تتدخل في قضايا الإقليم أما الكرد فلهم كل الحق بالتدخل في أي قضية تخص الشعب العراقي ، برلمان الإقليم خاص بأقليم كردستان وما يشرّع من قوانين فهو حقهم ومن خصوصياتهم أما البرلمان العراقي فيشارك الكرد فيه بشكل فعال وفي كثير من الأحيان يعرقلون القوانين التي تخص وتهم المحافظات العراقية الإخرى ، أسرارنا جميعها عند الكرد وأسرارهم لايمكن للحكومة المركزية الإطلاع عليها ، حكومتهم جميع أعضائها من الكرد وهي تحت قيادة أقليم كردستان ، وحكومتنا فيها حوالي خمس وزراء كرد وهم تحت سلطة رئيس أقليم كردستان وما إجتماع مجلس الوزراء في محافظة كركوك وأمتناع الوزراء الكرد عنه إلا أبسط مثال ، علاقاتهم الخارجية منفصلة كلياً عن الحكومة المركزية وعلاقاتنا تتأثر بالضغط الكردي لأن وزير خارجيتنا من الكرد ، ميزانية الإقليم من الحكومة المركزية وهم لا يشاركون المركز في مدخولاتهم إلا القليل ، عندهم جيش مجهز بأسلحة أكثر وأقوى من الجيش المركزي وهو مرابط على الحدود التي تفصله عن الأراضي التابعة للحكومة المركزية وفي بعض الأحيان تقع بعض المصادمات الصغيرة ما بين الجيش المركزي والبيشمركة ، وهل بعد كل هذا يمكن القول بأن إقليم كردستان ليس دولة منفصلة؟؟؟؟؟ ، ولكن الطرفين الكردي والحكومة المركزية يستصعبان الإعتراف بالأمر الواقع ، فالكرد لم تتهيء لهم الظروف الملائمة بعد لأعلان الدولة والحكومة المركزية تحاول أن تسترضي الكرد قدر الإمكان حتى لا يعلنوا الأمر الواقع وهو الدولة ، ولكن على هذا الواقع وهذه العلاقة من الخطأ الإستراتيجي الإستسلام للإبتزاز الكردي بل يجب أن تصحح العلاقة وأن تعود الى السكة الصحيحة التي تقوم عليها جميع الفدراليات في العالم ويعيش بها كلا الشعبين الكردي والعربي في حب ووئام وليس هناك مظلومية لأحد من الطرفين وإلا فتعتبر هذه العلاقة وما يعطى للكرد من إمتيازات خيانة كبرى للعراق والعراقيين لا يمكن السكوت أو التغاضي عنها .
خضير العواد