يمكن اعتبار شعار اي مكون سياسي بمثابة الاختصار العملي للرسالة او الصورة التي ينوي هذا المكون السياسي طرحها الى الجمهور عامة او الى فئة محددة خلال فترة معينة ترتبط بممارسة ديمقراطية او بتجذير منهج هذا المكون او المؤسسة او الشركة ومعروف ان الشعار يفضل ان يكون مختصرا ومركزا وواضحا ومفهوما والأفضل ان يكون غريبا نوعا ما وغير مألوفا من قبل الاخرين ويجب ان يكون ضمن توجهات الناس ومطالبهم او من اولويات احتياجاتهم حتى لا يقابل بالجفوة واللامبالاة وعادتا ما يتم الاستعانة بمؤسسات متخصصة في تحديد توجهات الناخب من خلال اجراء استطلاع راي عام لعينة مستهدفة من المواطنين وعلى ضوء إفرازات هذه الاستطلاعات يتم تحديد الشعار والرسالة .
ومسالة الشعار ملازمة لعملية الترويج والدعاية وللممارسات الديمقراطية في العديد من دول العالم ولا يختلف الامر كثيرا بين الدول المتقدمة وصاحبة الباع الطويل في الممارسات الديمقراطية وبين الدول الحديثة السائرة على هذا النهج الا في التطبيق والإدراك أما المسألة الشكلية فهي نتاج التجربة الديمقراطية برمتها.
وفي العراق وكبقية دول العالم التي تمتهن الديمقراطية كوسيلة وحيدة لتداول السلطة منذ عام ٢٠٠٣ وحتى يومنا هذا تزايدت حمى التنافس على اختيار الشعار ووصل الامر في بعض الممارسات الى ان يتم سرقة الشعار من قبل أطراف أخرى وان كان صاحب الحق الشرعي هو من يفوز في نهاية المطاف وغير هذا يمكن تصنيف العراق في المستوى الثاني في تراتبية واهمية الشعار والرسالة عند الناخب بسبب عدم وصول الناخب الى مستوى النضج الكامل في حرية الاختيار وبسبب الولاءات المسبقة التي يصعب تغييرها والتي لا تعتمد على العطاء والنزاهة والكفاءة بقدر ما ترتبط بالولاء للسلطة وللحزب ولاشخاص معينين ومن الصعب ان تجد شخصا ينتخب جهة ما لانه مقتنع ببرنامجها الانتخابي وبنزاهة وكفاءة المرشح وانما يكون الانتخاب للحزب او لجهة معينة دون ان يسمع او يقرا ما هو البرنامج الانتخابي ومن هم الاشخاص بل ربما ينتخب اشخاص لا يعرفهم وليسوا من محافظته ومنطقته ولا يمكنه الوصول اليهم وهذا الاسلوب يمثل منتهى الاستخفاف بحقوق وعقول الناخبين الذين لا يجيدون بدورهم التمسك بحقوقهم التي كفلها لهم الدستور.
وبعد ساعات ستنطلق الحملة الاعلامية لانتخابات مجالس المحافظات في دورته الثالثة وسط تنوع لشعارات المكونات السياسية وان لم تنكشف بعد الا ان أئتلاف المواطن اعلن عن شعاره والذي لخصه بكلمتين معبرتين دون تعقيد او إطالة مع الاعتراف بغرابة الشعار وجزالته وهو محافظتي اولا ورب سائل يسأل لماذا محافظتي وليس العراق ولماذا هذا التخصص وليس التعميم والجواب بسيط ولا يحتاج الى فلسفة معمقة وهي ان هذه الانتخابات هي انتخابات مجالس محافظات وليس انتخابات نيابية وهذه الانتخابات من اجل تقديم الخدمة وليس لتشريع القوانين ومن المؤكد فان كل محافظة معنية بهذا الشعار وبالتالي فان التخصص في الشعار هو عين الصواب لان ابن بغداد لا يمكن ان يقدم خدماته لابن ميسان ولكن بالتنافس بين ابناء المحافظات يمكن الانطلاق الى كل العراق اي ان اعمار وازدهار وبناء ورفاهية اي محافظة سيكون مدعاة للمحافظات الاخرى لان تحذو حذوها.
ان شعار محافظتي اولا الذي اختاره فرسان أئتلاف المواطن ٤١١ في صناعة ملحمة انتخابات مجالس المحافظات سيكون هو الشعار الاول المرتبط بجوهر الواقع والذي سينتج رؤية حقيقة معبرة قادرة على استيعاب تطلعات ابناء الشعب العراقي في اختيار الانزه والاكفأ وصناعة مستقبل واعد لا مكان فيه للفساد والمفسدين ولا للتخلف والحرمان.