من المؤسف ان تنحدر خطابات البعض الى درجة هي ادنى واحط من مستوى الحضيض ومن الغريب ان يطرح بعضهم افكاره او ما يمكن ان نطلق عليها افكار ليقول انا الحق وجميعكم الباطل وما دونه والجميع المقصود بهم الساسة والمفكرين ومراجع الدين وحتى النخب الثقافية والاجتماعية بمعنى ادق انه يعزف على وتر (اني افتهم وانتم ما تعرفون وين مصلحتكم ) هذا الخطاب الذي يقول صاحبه جعفر جاسم هلال انه موجه للشيعة قبل غيرهم والمكون بحسب صاحبه من عشرين نقطة بعضها عموميات والبعض الاخر خربشات تقفز على الواقع وتريد تطويعه شكليا ليكون منسجما مع ضيق افقه فهو لاينفك يهاجم الجميع رموزا ومتصدين وحتى مواطنين لايهمهم من امر دنياهم غير ان تستقيم الامور ويعيشوا حياتهم بسلام وكرامة فهو يقول في سلسلة تعليقات فقيرة وغير موضوعية يهاجم فيها البنية العلمية والسياسية للشيعة (مدعيا انه منهم) لمئات السنين.. المرجعية ومراجعها تعرض نفسها وعضلاتها.. بمخرجات (الرسائل العملية).. وتقدم نفسها تحت معرف (كزعيمة للامة وقائده لها).. ويلقب مراجعها انفسهم (باوصاف العظمة).. (اية الله العظمى...).. وتفرخ احزاب سياسية.. وينشغل طلبة الحوزة العلمية المعممين.. بصراعات تلك العوائل المرجعية الاحياء منهم وحتى الاموات.. ايهما الاعلم.. ليملئ قلوبهم الكراهية والحقد والتسقيط ....ويضيف الاستاذ بسذاجة تفوق التصور بعد كل ذلك ما هو حال شيعة العراق .. وما هو النهج الذي يتبنونه.. اليس الانحدار والسقوط والرضى بالسياط.. والتخلف.. والفساد المالي والاداري.. والتقتيل (لو قتل نص الشيعة لا تردوا.. لو ابيدت محافظة شيعية فلا تردوا).. (ماذا قدم لنا ايات الله العظمى.. ).. ماذا قدمت لنا ما تسمي نفسها (مرجعية ناطقة)؟؟ او (مرجعية صامتة)؟؟ ولا نعلم بماذا نطقت الناطقة حتى تصبح الاخرى (صامتة)؟؟ ويقارن الاستاذ فلتة زمانه بين السيد الصدر الثاني.. وبين نهج الشيخ زايد لسنة الامارات..وهي مقارنة تفتقر لكل اسس المقارنة ولا ادري اين محل الشاهد في مثل هكذا مقارنات غير مرتبطة ومختلفة جذريا فالشهيد السيد الصدر الاول عالم ومرجع تقليد قضى مدة طويلة من حياته مغيبا في سجون البعث المجرم والشيخ زايد شخصية قبلية تسلم الحكم بعد توقيع اتفاقية مع بريطانيا التي كانت تحكم المنطقة واصبح زعيما لمجموعة مشايخ قبلية اخرى تحكم عشائر واناس بسطاء انظموا في مشروع دولة اتحادية والذي احدث الفرق هو النفط واكتشافه وعائداته الضخمة فلا تنوع ولا مكونات ولا عمل سياسي ولا مؤامرات داخلية وخارجية ثم ان الرجل اجتهد ونال نصيبه من حب وتقدير ابناء شعبه وعمل بعد ذلك على الاستعانة بجيوش المستشارين والشركاء الاجانب فهل تقبلون ان تفتح حدودنا لمثل هكذا علاقة ام انكم ستكتبون وتقولون احتلال جديد وابناء البلد مهمشون ووووو والف وووو . المشكلة في كل ذلك ان عرض بعض المسائل والجزئيات وسلوك العوام على انه اقتتال من اجل زعامة دينية لاغير متناسيا ان المرجعيات الدينية الحقيقية لها واجبات عظمى ما كان ليفهمها هو اوغيره وهم يحاولون زجها في مسار فرعي يوحي بانه واجبها الاساس هوادائها السياسي وهو اداء ان راجعناه بتمعن لايمكن معه التسليم بانها مقصرة او تريد منافسة اهل الاختصاص فيه لان دورها الذي تراه هو التوجيه وابداء النصح مع قدرتها على فعل ماهو اكثر من ذلك ان توفرت الظروف المناسبة اولها ان تخرس مثل هذه الالسنة المتطاولة الرخيصة التي لاتعي ما تقول واجزم ان خلفها اجندات ومراكز قوى تريد ان ينحدر الوضع الى ما هو اسوا!! لقد عشنا مراحل متعددة وشهدنا هجمات كثيرة وليس اخرها التحامل على المراجع ومحاولات تصفيتهم فكريا وبث روح التمرد والعصيان ونبذ كل ماهو اصيل واستبداله بنموذج جديد يركب موجة الفوضى ويقفز على كل اسباب قوة ومنعة مدرسة اهل البيت عليهم السلام التي خلد وخلد معها ارث ائمة الهدى عليهم السلام بمثل هولاء الافذاذ الذين اخذوا على عاتقهم شرف الدفاع عن حياض الاسلام الاصيل والانسان بوصفه قيمة عليا لايمكن الاتجار بها تحت عناوين ضيقة ومشاريع يراد لها ان تمضي لخدمة الاستكبار واذنابه فيا سيد جعفر جاسم هلال ان كنت شخصية حقيقية لها مثل هذا الاسم وهذا المشروع ما عليك الا ان تضع يدك بيد من يتطوع لتنفيذ لك وان كنت بمثل هذا العقل الجبار فعليك ايضا ان تقنع الشيعة انك منقذهم الحاضر باسلوب يفهمونه بلا تعالي وشتم فللاسف الشديد من يشتم الناس ويسفه ارائهم لايستحق منهم الا الازدراء والرفض وهو ما نقوله لك بصراحة فلا تنصب نفسك قيما على اناس لا تؤمن بما يرون ويعتقدون ولامثالك نقول ايضا كفوا السنتكم واقلامكم المأجورة ولا تدعوا انكم حريصون على الشيعة لانكم لستم كذلك ابدا ..لاننا بصراحة نفهم المسألة بشكل اخر لايتفق مع ذهبتم اليه لذلك فالشيعة لايحتاجون منظرين بلهاء يحركهم الغرور والتبعية لمن يرون في الدين ورجاله المخلصين عقدة تنغص عليهم دنياهم وتمنعهم من تحقيق طموحاتهم غير المشروعة .